أكدت دراسة حديثة أن التضاريس التي تتميز بها أرض مكةالمكرمة تجعل من تجمع مياه الأمطار في الأودية المحيطة بالمشاعر المقدسة خطرا دهما يؤدي لحدوث سيول قد تكون مدمرة للبنية الأساسية لهذه المنطقة وتشكل خطرا على حياة الحجيج. وقال عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى الدكتور معراج مرزا في دراسة حديثة عن «تطوير نظام معلومات جغرافي لتقدير مخاطر السيول في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة» إن الدراسات المتعلقة بتحديد مخاطر السيول ليست جديدة، إلا أن التقنيات الحديثة في الأعوام الأخيرة قدمت وسائل جديدة لتسهيل تنفيذ هذه الدراسات بأساليب علمية متقدمة. ولفت إلى أن الدمج بين التقنيات المستخدمة في تقييم مخاطر السيول يعد هو الأسلوب الأحدث المطبق حاليا على المستوى العالمي سواء في المجال البحثي أو المجال التنفيذي وعلى رأسها نظم المعلومات الجغرافية وتقنية الاستشعار عن بعد وتقنية النظام العالمي لتحديد المواقع، بالإضافة إلى استخدام أحدث وأدق نماذج الارتفاعات الرقمية لتمثيل طبوغرافية وجيومورفولوجية مظاهر الأرض. وقال الدكتور مرزا إن الدراسة هدفت إلى بناء قاعدة بيانات رقمية دقيقة للخصائص الهندسية والمورفومترية والجيومورفولوجية والمناخية لأودية مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وتطوير قاعدة بيانات رقمية لشبكة الطرق بالمنطقة لاستنباط أسلوب علمي دقيق يعتمد على التكامل بين تلك التقنيات للوصول لتحديد المخاطر المتوقعة للسيول في المنطقة وبالتركيز على شبكة الطرق في المقام الأول، مع إعداد خرائط رقمية لهذه المخاطر بالإضافة إلى استنباط توصيات لمتخذي القرار لكيفية التغلب على هذه المخاطر في حالة حدوثها للحرص على أداء حجاج بيت الله الحرام من دون مشقة.