استغرب رئيس إدارة شؤون المنتخبات السعودية من وجود بعض الإعلاميين في الحقل الصحفي يتهمونه بأنه يعمل من أجل مصلحة ناد معين على حساب المنتخب السعودي رغم العمل الذي يبذلونه إلى درجة أنه لن يهنأ بالراحة ليوم واحد حتى انتهاء الربع الأول من السنة المقبلة. وكشف المسحل أنهم أصلحوا الأخطاء التي وقعوا فيها خلال مواجهتي عمان وأستراليا، موضحا أن المنتخب السعودي يحتاج إلى وقفة جماهيرية وإعلامية. أمور كثيرة تحدث عنها المسحل وعلى رأسها عملية اختيار اللاعبين والمنتخب الأول «ب» واللاعبون المبعدون نهائيا عن القائمتين «أ» و «ب» فإليكم ما دار خلال الحوار: في البداية أطلقتم اسم المنتخب السعودي الأول «ب» على قائمة الأخضر المشاركة في دورة الألعاب الخليجية، على عكس التسمية السابقة بالرديف، فما سر توجهكم هذا؟ أريد أن أوضح معلومة قبل الحديث عن المنتخب السعودي الأول «ب» بالتفصيل وهي أن من أهم عناصر قوة أي منتخب مميز في العالم خاصة في أوروبا امتلاكه منتخبا رديفا أو ما يسمى بالمنتخب «B» بحيث يمثل الدعامة الأولى للمنتخب الأول «أ» والمدرب الكبير دائما يكون لديه تشكيلة وأسماء معينة يركز عليها في الفريق الأول «أ» ويكون لديه فريق ثان رديف لا يستطيع متابعته ولهذا فإنه يكلف مدربا ذا إمكانيات عالية يشرف عليه ويتابع لاعبيه ويدون تقارير مفصلة عنهم من أجل اختيار نجوم مميزين لم يستطع مدرب المنتخب الأساسي التركيز عليهم واختيارهم، بالإضافة إلى إمداد مدرب المنتخب الأول «أ» بالتقارير أولا بأول. أما النقطة الثانية فالمنتخب الثاني سيكون مساندا للمنتخب الأساسي خلال المشاركة في بعض البطولات التي تقل أهمية عن المنافسات المتعلقة بكأس العالم وكأس آسيا مثل دورة الألعاب الخليجية. وثالث النقاط فإن تركيز هذا المنتخب سينصب على بعض الأسماء التي تحظى بالنجومية إلا أنها لا تجد مكانا في القائمة الأساسية مثل لاعبي أندية الدرجة الأولى أو اللاعبين الذين لم يجدوا مكانا في قائمة المنتخب الأولمبي رغم تميز أدائهم. والمنتخب الأول «ب» عبارة عن مجموعة مميزة من اللاعبين وتشكيلة ليس لها سن أو عمر معين. ولكن هناك بعض اللاعبين الجيدين الذين تواجدوا قبل فترة قصيرة مع المنتخب السعودي الأول ولم تشملهم القائمتان في الوقت الراهن سواء «أ» أو «ب» مثل خالد الزيلعي ومهند عسيري ومختار فلاتة ومحمد السهلاوي فما سبب إبعادهم؟ الأسماء التي ذكرتها لم يتم اختيارها لأنها كانت ضمن قائمة المنتخب السعودي الأول «الأساسي» وعندما تم اختيار المنتخب السعودي «ب» لم يكونوا متاحين لتواجدهم في القائمة الأساسية، بالإضافة إلى أن هذه الأسماء قد أخذت فرصتها ولا بد من إعطاء الفرصة لأسماء أخرى والاستبعاد من القائمة ليس لسوء مستوياتهم، وربما يحتاج المنتخب السعودي أي لاعب منهم في أي لحظة كما حدث مع يوسف السالم ومثل هذه الأمور تعتبر نواحي تكتيكية وهناك أمور أخرى قد تكون سببا في عدم تواجدهم مثل الإرهاق الذي تعرضوا له طوال الفترة الماضية. كما يجب ألا ننسى أن اختيار المدرب للعناصر قد يخضع لأمر تكتيكي يرسمه ويرغب في السير عليه والأهم من ذلك أن اللاعب قد يكون جاهزا فنيا إلا أنه ليس جاهزا نفسيا وهذه الأمور تعود إلى المدرب لأنه الأدرى بها وليس من الطبيعي أن ينضم كل لاعب مستبعد من المنتخب الأول إلى قائمة الرديف لأنه من المؤكد أن المدرب لديه نظرياته وأهدافه المعينة التي قد لا تتناسب مع كل اسم يخرج من المنتخب الأساسي. دعنا نتحدث عن المنتخب السعودي الأول «أ»، كيف ترى انطلاقة الاستعداد لخوض مواجهة تايلاند؟ وضعنا خطة إعدادية لهذه المواجهة من خلال المعسكر الذي بدأناه للتو في ماليزيا وقد ركز المدير الفني للمنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد على كل صغيرة وكبيرة وعلى جميع اللاعبين الذين تم اختيارهم لهذه المرحلة التي نواجه فيها منتخب تايلاند على أرضه وبين جمهوره. وبالنسبة إلي شخصيا فأنا متفائل جدا لتخطي هذه العقبة حيث تخطينا جميع الأخطاء التي وقعنا فيها سابقا خلال مواجهتي عمان وأستراليا دون أن أكشف هذه الأخطاء التي تمت معالجتها وسيتم الانتهاء منها بإذن الله خلال المعسكر الإعدادي وأتمنى من الجماهير ووسائل الإعلام أن تقف مع المنتخب السعودي في هذه المرحلة الحرجة. على صعيد المنتخب السعودي الأولمبي لماذا دافعت عن مدربه الوطني يوسف عنبر رغم أخطائه؟ أنا لم أدافع عنه ولكنني لست الشخص المناسب لأضع وجهة نظري الفنية أو أحكم على تدريب يوسف عنبر في ظل وجود لجنة فنية في المنتخب السعودي مسؤولة عن هذا الأمر، وهي التي تحدد مدى استمرار يوسف عنبر من عدمه وكان للجنة وجهة نظر في تعادل المنتخب السعودي مع المنتخب القطري، ويجب أن تعلموا أني لست راضيا على هذا التعادل، فنحن كنا نطمح في الفوز، وكنا غير راضين عن النتيجة وبودي أن أشرح لك بعض الأمور بالتفصيل وأتساءل هل سبق لمن انتقد يوسف عنبر فنيا من الإعلاميين تدريب فريق أو ممارسة عمل التدريب، فأنا شخصيا محمد المسحل لا أستطيع انتقاد عنبر فنيا حتى أعلم ما الذي جرى له في المباراة. حيث لم يكن لديه مساعدون بالقدر الكافي في المباراة السابقة أو قبلها وعندما جلسنا على الطاولة كانت وجهة نظر الطاقم الفني المسؤول عن المنتخبات والمساعد لفرانك ريكارد، بالإضافة إلى المدرب عبداللطيف الحسيني تؤكد ضرورة وجود مساعد ليوسف عنبر يقرأ المباراة معه وهذا لا يعني عدم وجود مساعدين له، بل لم يكونوا بالقدر الكافي، والآن تم تعيين ريكاردو رودريجوز مساعدا له وهو ليس من عمله لأنه مستشار للاتحاد السعودي ولكن طلبنا منه هذا الأمر ووافق وكان الخلل الذي وقعنا فيه مع المنتخب القطري هو المساعد؛ فمدرب المنتخب القطري لم يكن لديه العناصر القادرة على الفوز أو حتى التعادل ولاعبونا كانوا أفضل من عناصرهم ولكن مساعدي مدرب المنتخب القطري هم الذين شاهدوا المباراة بشكل أفضل من مساعدي يوسف عنبر وحققوا نتيجة إيجابية وأنا لا أستطيع تقديم إضافة على الصعيد الفني وكل ما أفعله هو أخذ مرئيات المسؤولين الفنيين وتلبية ما يرونه مناسبا. وهل مسألة عدم وجود عدد كبير من المساعدين سبب كاف لإهدار فوز كان بين الأيادي؟ طبعا لأنه لا يوجد مدرب يستطيع أن يعمل بشكل دقيق ويقرأ المباراة دون امتلاكه مساعدين بالقدر الكافي حتى فرانك ريكارد لا يستطيع تقديم شيء دون وجود مساعدين أكفاء بالقدر الكافي ويجب أن يكون لديه أكثر من مساعد منهم من يقرأ هجوم الفريق ومنهم من يقرأ وسط الفريق الخصم وحراسة المرمى والدفاع حتى يعطوا جميع معلومات الخصم لمدرب الفريق حتى يغير تكتيكه أثناء المباراة لأن 90 دقيقة وقت طويل وربما تغير التكتيك في أي وقت بعد قراءة مجريات اللعب والخصم. هل تعرضت لصدمة من الإعلام السعودي عطفا على ما يكتب وما يطرح فضائيا؟ لا لم أصدم وكل الذي أتمناه أن يقف هذا الإعلام صفا واحدا مع منتخب بلاده ويسانده من أجل تحقيق الفوز لأن النقطة المهمة أن اللاعب السعودي الآن يرى ويشاهد ويسمع من الإعلام، وكلما كان هناك حديث ونقد إيجابي فردة فعل اللاعب ستكون إيجابية ومتى ما كان سلبيا فبالتأكيد ستكون ردة الفعل سلبية. ماذا عن الإعلام الذي يميل لناديه أكثر من المنتخب هل صدمك؟ لا لم يصدمني فأنا على قناعة بأن هناك شوائب في كل شيء وفي الإعلام السعودي توجد نسبة بسيطة من الذين يعتبرون شوائب في الإعلام ولكن لا أنكر أن الإعلام السعودي تقدم كثيرا وأصبح مسموعا بشكل أكبر، وأنا ألاحظ أن الطرح في هذا الوقت أصبح حكيما أكثر من السابق ويميل للعقلانية أكثر مما سبق حتى أنني لاحظت أن هناك كبارا من الإعلاميين أصبحوا يضغطون على من هم أقل منهم في هذا المجال ويطالبونهم بالطرح المتوازن ودعم المنتخب وهذا أمر يبشر بالخير؛ فالرياضة وجدت للتنافس الشريف والمودة والمحبة ولم توجد للبغيضة وليس للدسائس. كيف تتعاملون مع من يخرج عن الانتقاد ويتهمكم بما ليس فيكم؟ من كان يصيب الحقيقة في انتقاده فتأكد أننا نسمع له ونبحث عما يكتب ونتابعه ونتعلم منه ولكن من يشطح في حديثه وكتاباته لا نهتم به ولا نقرأ له ولا نتعامل معه نهائيا ولكن الغريب أن هناك إعلاميا لا أريد كشف اسمه لأنه شخص غريب فعندما نخرج للإعلام ونبرر الأخطاء ونشرح للجماهير ما وقعنا فيه ونريد إصلاحه يخرج إعلامي يقول ليتهم لم يتكلموا ولم يتحدثوا ولم يخرجوا علينا وعندما نلتزم الصمت يقول تهربوا ولم يظهروا وللأمانة لست المقصود بهذا الكلام بل يقصد المنتخبات بشكل عام. وبودي أن أوضح نقطة وهي أنني ربما لا أستمر وربما أخرج من إدارة شؤون المنتخبات بعد أسبوع أو شهر أو سنة وسيأتي من بعدي شخص آخر فمن كان ينتقدني نقدا سلبيا فهو مخطئ وعليكم بالنقد الإيجابي ليستفيد من يأتي بعدي وأنا شخصيا أستفيد. وللأسف أن هناك بعض الإعلاميين وتحديدا في الحقل الصحفي يسألونني ويقولون إنني في المنتخب أدعم فريقا معينا من أجل تقويته وإظهار لاعبيه دوليا وليس من أجل تقوية المنتخب السعودي، وهذا الأمر يستفزني كثيرا فنحن نعمل من أجل وطن كامل وليس من أجل أندية بل العكس، يجب على الأندية والإعلاميين أن يكونوا في خدمة الوطن وليس المنتخب. واعلموا أننا إذا وصلت بنا المواصيل لوجود من يخدم النادي على حساب المنتخب فإننا وصلنا إلى منعطف خطير جدا. ومثل هذه الأطروحات لا أراها ولا ألقي لها بالا فنحن نعمل عملا جادا وليس لدينا وقت للراحة إلى درجة أنني لم أعد أعرف إجازات نهاية الأسبوع ومن الآن لدي جدول مزدحم حتى ربع العام المقبل ولا يوجد لدي فيه يوم واحد راحة، وفي النهاية تصدم بوجود من يأتيك ويشكك في ولائك وعملك ويتهمك بأنك تعمل لصالح أندية على حساب المنتخب السعودي والخلاصة اقتنعت بالقيام بالخطة التي وضعناها دون تردد وبجد واجتهاد دون النظر إلى الأصوات التي تريد تعطيل هذا العمل. هل تعني أن لديك الضوء الأخضر لعمل ما تراه مناسبا؟ لدينا جميع الصلاحيات والأمير نواف بن فيصل متابع لكل صغيرة وكبيرة في المنتخب وتصل جميع التقارير إليه في مكتبه فور انتهاء كل تدريب في جميع المنتخبات بجميع فئاتها وهو متابع شخصيا كل شيء وعلى اتصال دائم. وحتى المنتخب السعودي الأول «ب» فهو متابع له وتصله كل التقارير كما قلت لك ويطلع على الطرح الإعلامي وهو الداعم الأكبر بالنسبة إلينا في النجاح ولا يخفى عليه أي خطوه نقوم بها ولدينا نوعان من التقارير التي تصله «الشفوية والكتابية» ولن أنسى أن أكشف أن المنتخب السعودي للبراعم سيشارك في أول بطولة رسمية بإيطاليا بدعم من الأمير نواف بن فيصل الذي أيد الفكرة بقوة وأعطانا الضوء الأخضر ولهذا فإنه يعلم أدق تفاصيل الأمور .