يواصل مدرب المنتخب السعودي الأول فرانك ريكارد في الجزء الثاني من حواره مع «الحياة» حديثه عن رؤاه ومخططاته ونظرته لمستقبل «الأخضر» والكرة السعودية... يبدي تفهماً لمطالبات الجماهير وطرحها لأسماء عدة، ورغبتها في إبعاد أخرى، لكنه يتساءل عن سر عدم إشراك الأندية للاعبي منتخب ما دون 22 سنة كأساسيين، ويقذف المتسائلين عن استقطابه للحارس خالد شراحيلي بدعوى أنه لا يلعب أساسياً مع ناديه، قائلاً: هل هو حارس بنك؟ يرفض ريكارد بديبلوماسية رفيعة الحديث عن تأثير التغييرات الإدارية في رأس هرم الاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارة المنتخبات على مخططاته بعد رحيل الأمير نواف بن فيصل ومحمد المسحل من منصبهما، ويصر على أن حديثه سيقتصر على مسؤولياته كمدرب فقط، لكنه لا يخفي عدم رضاه عن تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد، على رغم عدم انتقاده لذلك بشكل مباشر، إذ يقول: «موعدها محدد سلفاً وكان من الممكن اتخاذ قرار التأجيل في وقت أبكر!» يشير ريكارد إلى أن قائمته التي اختارها في مباراتي إسبانيا والغابون الوديتين ستكون الأساسية في كأس الخليج وتصفيات كأس آسيا، لكنه يُبقي الباب مفتوحاً لتغيير أربعة إلى خمسة لاعبين على حد تعبيره، مشدداً على أن باب عودة ياسر القحطاني لم يغلق بعد، وأن انضمامه مجدداً إلى صفوف «الأخضر» وارد. فإلى الجزء الثاني من الحوار: أسماء كثيرة في قائمة المنتخب السعودي اليوم لن تكون في عمر مناسب لمزاولة كرة القدم عام 2018 خلال مونديال كأس العالم في روسيا، الجماهير تستغرب مثل هذه الاختيارات في مرحلة تأسيسية، ما تعليقك؟ - لا يمكن تغيير فريق كرة قدم بين يوم وليلة، إذا قمنا بتغيير التشكيلة ووضع شباب صغار من دون خبرة ستحل بنا كارثة، لأننا نحطم مستقبلهم، يجب أن يكون بينهم لاعبو خبرة، بحيث يشعرون أن لاعب الخبرة هو المسؤول، نحن لا ننظر إلى الأعمار، كل الموجودين هم الأفضل في المرحلة الحالية، والعناصر الصغيرة تحتاج إلى لاعبي الخبرة، وحتى هم ليسوا كباراً في السن إلى ذلك الحد فهم ليسوا عواجيز، بل هم قادرون على خدمة المنتخب السعودي لسنوات عدة، بالمناسبة، تخيل أنني استدعيت لاعبي المنتخب الموجودين دون 22 عاماً أو لاعبي منتخب الشباب دون 19 سنة، هل سيكون من المعقول الزج بهم كأساسيين وهم لا يلعبون في أنديتهم حتى في الاحتياط. انظر إلى المنتخب الإسباني للشباب ستجد أن معظم لاعبيه يلعبون كأساسيين في أنديتهم. لكن .... - يقاطع متداخلاً: ثم مَنْ هم اللاعبون الذين يقصدونهم في هذا الحديث؟ عموماً دعني أوضح لك الأمر، قد يكون المقصود عقيل بلغيث على اعتبار أنه لا يلعب أساسياً مع فريقه الأهلي، وكذلك خالد شراحيلي مع النصر، أما البقية فهم أساسيون في أنديتهم، سأتحدث عن عقيل مثلاً، نحن قمنا باختيار أفضل مَنْ يلعبون في خانة قلب الدفاع في السعودية، وكان يجب أن نختار أربعة مدافعين وذلك ليكون لدينا العدد الكافي للعب مناورة في التدريبات بحيث يتوافر قلبا دفاع لكل فريق، وعقيل لاعب نحن نعرف إمكاناته، ولديه مستقبل كبير، ونتوقع أن يكون له شأن في المقبل من الأيام، فضلاً عن ذلك فهو كان معنا في البطولة العربية وقام حينها بواجبه على أكمل وجه، وقدم أداء مميزاً. ونحن ندرك أنه من الممكن أن يخدمنا، نحن لم نقم باختيار عقيل عن جهل أو لمجرد أنني نريد أن نراه في الميدان، عقيل كان معنا في وقت سابق، وأعرفه جيداً وعن قرب، وبودي أن أعرف من يقولون إنني استدعيت لاعبين لا يلعبون أساسيين مع فرقهم من يقصدون؟ إذا كانوا يقصدون عقيل وشراحيلي فقد تحدثت عن عقيل، علماً أنني اخترت اللاعبين حتى يكتسبوا المزيد من الخبرة ... أما إذا كانوا يقصدون خالد شراحيلي، فهو مثل عقيل، كان معنا في البطولة العربية وهو حارس مميز ويمتلك إمكانات تؤهله إلى أن يكون معنا مثله مثل عقيل ... ليس هناك غيرهما! وأنا أتساءل هل شراحيلي حارس بنك!؟ أنا لم أحضر حارس بنك ... شراحيلي حارس مرمى تدرب تحت إشرافي ولعب معنا في البطولة العربية وهو حارس مميز. هل المجموعة التي تم اختيارها لخوض مباراتي إسبانيا والغابون الوديتين هي التي ستكون موجودة في بطولة الخليج وتصفيات كأس آسيا؟ أم سيكون لدى ريكارد مخططات أخرى لاحقاً؟ - هذه هي المجموعة التي أرى أنها الأنسب حالياً، هناك عامل الإصابات مثل إصابة نواف، والتي تؤثر في الاختيارات، وهناك بعض العناصر التي سنقوم باستدعائها، لكن لن يكون الاستدعاء لعدد كبير، لدينا حسن معاذ ونواف العابد وهناك لاعبون عدة آخرون، سأتابع المنافسات السعودية عن كثب لاتخاذ القرارات، وعموماً من الممكن أن يتم تغيير أربعة إلى خمسة لاعبين من المجموعة الحالية والتي يمثل فيها 24 لاعباً. وماذا عن ياسر القحطاني؟ - ياسر هو من قال إنه ليس في وضع يسمح له بالمشاركة مع المنتخبات، وأنا أحترم وجهة نظره، وهو لاعب كبير وقدير ويمتلك كل الإمكانات التي من الممكن أن تساعدنا حالياً وفي المستقبل، لكن هذه الأمور تعتمد على ياسر، والذي يجب أن يكون مرتاحاً نفسياً ويأتي إلى المنتخب برغبة كاملة وبنفسية مرتاحة والأبواب مفتوحة له. وياسر عموماً لا يلعب حالياً وآخر مباراة له قبل مباراة إسبانيا كان في الاحتياط، والناس تتساءل لماذا لم نضم ياسر؟ الآراء دائماً موجودة لدى الجماهير لماذا لعب فلان؟ ولماذا غاب فلان؟ وهذا أمر طبيعي. لماذا غاب اللاعبون السعوديون المحترفون خارج المملكة العربية السعودية عن قائمة اختيارات ريكارد؟ - مثل مَنْ؟ أبناء عطيف وعبدالله الحافظ ... والآخرون؟ - نتابع هؤلاء اللاعبين، والحافظ الذي يلعب في البرتغال مثلاً لاعب كبير لديه مستقبل مشرق ونحن نتابعه حالياً، لكن أعتقد أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت، علماً أنه لا يلعب كأساسي حالياً، وأيضاً هناك لاعبون في المنتخب السعودي دون 22 سنة لا يقلون عن هؤلاء من ناحية الإمكانات وهم لاعبون مميزون، ونتابعهم من أجل المستقبل، المشكلة الأساسية في هؤلاء اللاعبين أنهم لا يمثلون كأساسيين في أنديتهم، وهذه مشكلة بالنسبة إلى مدرب المنتخب، أنا سعيد بوجود تجارب للاعبين سعوديين في الخارج، فهذا تقدم جيد على الصعيد الاحترافي، إذ يساعدهم ذلك في تطوير إمكاناتهم، وعلى خدمة المنتخب السعودي بشكل أفضل. ماذا عن الحياة عموماً في السعودية؟ كيف تقضي أوقاتك وكيف وجدتها؟ - أنا رجل عائلي أفضل دائماً البقاء مع أسرتي عندما لا يكون لديّ أي التزامات أخرى، لكن معظم الأيام أقضيها «سفراً في سفر» من مدينة إلى مدينة أخرى، من أجل متابعة منافسات الدوري السعودي، وحتى أعضاء الجهاز الفني المساعد يعيشون وضعاً مماثلاً في التنقل والسفر من أجل مشاهدة أكبر قدر ممكن من المباريات مباشرة أو حتى من خلال التلفزيون، وهذه هي طبيعة حياتي في السعودية، وعندما أكون قريباً من عائلتي وقريباً من عملي أكون سعيداً ومرتاحاً. هناك رأي في الشارع الرياضي يقول إن ريكارد لديه عروض أخرى، وإنه ملّ من الأجواء في السعودية، وان النتائج قد تدفعه لقبول العروض الأخرى، البعض الآخر يرى أنك لم تفعل شيئاً وبالتالي ستبحث عن طريق الرحيل؟ - أتمنى أن أكون من ضمن المخطط الحالي للكرة السعودية وأن أعمل به، أنا رجل أحترم العقد الموقع معي من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإذا كان الاتحاد غير راض عن أدائي فهذا أمر آخر، أما بالنسبة إليّ فأنا ملتزم بعقدي ولا يمكن أن أقبل أو أناقش عروضاً أخرى حالياً، هناك عروض عدة فعلية ومفاوضات، ولكنني أحترم عقدي حتى نهايته إلا إذا كان هناك رأي آخر للمسؤولين عن الكرة السعودية. ومتى ينتهي العقد؟ - تبقى منه عامان فقط. لكنك تحدثت عن مخططات لست سنوات مقبلة؟ ألا تخشى أن تضل هذه المخططات طريقها نحو تحقيق النتائج المرجوة منها في حال عدم تجديد عقدك؟ وألا تحقق النجاح؟ - بعد عامين سأكون أديت عملي وواجباتي المطلوبة مني، وحينها إذ رأى المسؤولون عن الكرة السعودية أن من المصلحة استمراري فليس لديّ مانع في ذلك، أما إذا رأوا أن من المصلحة أن أترك منصبي فليس لديّ أي مانع أيضاً، في كرة القدم الرئيس والمدرب واللاعب هم أضلاع القرار ويعملون من أجل المشروع، وإذا كانت جميع الأطراف سعيدة فأنا مستعد للاستمرار أما إذا لم يكونوا راضين عن أدائي فأنا أحترم كل الآراء. رحل الأمير نواف بن فيصل من منصبه كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم وفي الوقت ذاته ترك محمد المسحل منصب رئيس إدارة لجنة المنتخبات... هذا التغيير في الجانب الإداري الذي تتعامل معه كيف تراه وهل يؤثر فيك؟ - بالطبع أنا أقدر الجميع واحترم جميع القرارات التي يتخذها الآخرون في ما يخصهم، لكنني أعمل كمدرب وبالتالي لا علاقة لي بأي أمور خارج إطار التدريب. أنت جزء من عالم كرة القدم السعودية ... كيف ترى قرار تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد في دوري زين للمحترفين؟ - قرار التأجيل لا علاقة لي به.. المباراة كان معروفاً أنها ستلعب في هذا التوقيت منذ مدة طويلة! يمكن كان من الأفضل أن يكون الاتفاق حول التأجيل في وقت أبكر مما كان عليه، لكن هذا أمر يعود إلى الناديين.. وإذا كانا موافقين على التأجيل فهذا للمصلحة. لو كنت المسؤول عن القرار؟ هل كنت ستقبل التأجيل أم ترفضه أم تطلب موافقة الناديين؟ - لست مسؤولاً، وليس لي أية علاقة بالأمر. وماذا لو كنت رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم فما هو أول قرار ستتخذه؟ - أكن كل الاحترام لكل المسؤولين، وكل شخص منهم يعرف حدوده وإمكاناته، وأنا حدودي كمدرب تفرض عليّ احترام كل المسؤولين، وأثق أن كل شخص يحاول بذل قصارى جهده من أجل تحقيق مصلحة الكرة السعودية. لمحة عن ريكارد حياته : انطلقت حياة ريكارد الكروية مع أياكس وهو في سن ال17 موسم 1980، واعتزل اللعب في سن باكر وهو يبلغ عامه ال31 في موسم 1995، وبدأ مسيرته التدريبية في عام 1998. ولد ريكارد صاحب ال49 عاماً في 1962، وهو هولندي من أصول سورينامية وتقع سورينام بجوار هولندا وغالبية نجوم الكرة الهولندية من الأصول ذاتها. مسيرته كلاعب: بدأ ريكارد مسيرته الكروية مع فريق أياكس الهولندي، ثم انتقل إلى فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي ولم يخض معه أية مباراة، لينتقل لصفوف ريال سرقسطة الاسباني بنظام الإعارة، وبعدها حط رحالة في فريق ميلان الإيطالي، وعاد لفريقه أياكس بعد ذلك لينهي مسيرته الكروية هناك. انجازاته لاعباً: - 22 بطولة كلاعب أهمها دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، والدوري الإيطالي وجميعها مع فريق ميلان. - ثالث أفضل لاعب أوروبي في جائزة الكرة الذهبية لعام 1988 و 1989- أفضل لاعب في الدوري الايطالي لعام 1992. - أفضل لاعب في هولندا عام 1985 و1987. - أفضل مدرب لعام 2006. مسيرته كمدرب شرع ريكارد في مسيرته التدريبية عندما كان مساعداً لمدرب المنتخب الهولندي غوس هيدينك في كأس العالم 1998 في فرنسا، ثم حظي بثقة الاتحاد الهولندي ليكون مدرباً للمنتخب منذ عام 1999 وحتى 2001، ليقدم استقالته ويدير الجهاز الفني لفريق سبارتا نوتردام الهولندي ولكنه لم يحقق معه أي انجاز يذكر، وبعدها أصبح مدرباً لفريق برشلونة الاسباني منذ عام 2003 وحتى 2008، وكانت محطته التي أعقبت ذلك، فريق غلطة سراي التركي، ليصل إلى الإشراف لتدريب المنتخب السعودي منذ السنة الماضية. إنجازاته مدرباً: -الدوري الإسباني (مرتين). -دوري أبطال أوروبا، وجميعها مع فريق برشلونة.