بغض النظر عن دور الصحافة الإنساني في نشر مناشدات المواطنين بالعلاج أو التبرع وغيرها، أو دورها في الوسط الرياضي بتمجيد لاعبين فشلة لا يجيدون سوى ركل الكرة، أو دورها في الوسط السياسي الممل.. ما هو دورها تجاه مكافحة الفساد؟ سنجد أنها أسيرة بما تعني هذه الكلمة.. وإليكم بعض النماذج التي تدل على عجزها التام أمام تفنيد الحقائق والشفافية والوضوح، ففي كارثة سيول جدة وحسب ما قالته لجنة التحقيق فيها، أن كاتب عدل حول مبالغ مالية ضخمة لشخصية رياضية معروفة. هذا هو الخبر وانتهينا.. من هي «الشخصية الرياضية المعروفة»؟ وكم هي تلك المبالغ التي تم تحويلها إليه؟ الأجوبة علمها عند الله! وهناك متهم آخر في كارثة سيول جدة يعترف أنه أخطأ في التدخل بوضع حلول غير صحيحة، حيث إنه طالب أمين سابق في محافظة جدة بالسماح للناس أن يبنوا بيوتهم في بطون الأودية ومجاري السيول، وقد فعل ذلك لإنقاذ الناس من الإيجارات مع العلم أنه مسؤول سابق في أمانة جدة! ونحن لا نعلم من هو هذا المسؤول الطيب الذي يقرر أن يموت الناس لكيلا يستأجروا!! وننتقل الآن إلى القضية الطريفة وهي بعنوان «الجني الثري» نعم! هناك جن أثرياء يتلبسون البشر، لأجل الحصول على أموال ضخمة وعقارات من الرشاوى! ولكننا لم نعلم حتى هذه اللحظة من هو القاضي المسكين الذي تلبسه الجني الطماع! إن مبدأ العقوبة بالتشهير والشفافية في عرض الحقائق غير معمول به أبدا في الصحافة السعودية بشكل عام، لا أعلم لماذا لا يتم احترام عقولنا عندما نقرأ أخبارا مبهمة تدور حول قضايا غسل الأموال والفساد التجاري والحكومي؟ وكأننا لسنا كفؤا في أن نعلم التفاصيل أو أن القضية فوق مستوانا، فهؤلاء الذين أجرموا بحقوق الناس في مجتمعنا يستحقون أقسى العقوبات كالتشهير بهم. يجب أن نعلم ما الذي يدور في المحاكم مع هؤلاء المتهمين ونفهم ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها بحقهم ومن هم؟ وكيف فعلوا جرائمهم؟ فنحن أبناء وطن واحد، وجميعنا تأذينا من شرورهم وفسادهم.. لذلك كونوا منصفين معنا واحترموا عقولنا!