كنا نحكي عن التجاوزات التي حدثت في اليوم الوطني، والأفراح التي تداخلت واختلطت ألوانها، والعقول التي تهكمت وانتقدت، حتى باتت الفرحة ناقصة. ولتكتمل فرحتنا وتعكس وجها حضاريا يستحق الحدث، فإن حصر الفوضى في مكان واحد يعد بالنظام والتنظيم، واحترام الاختلاف ينهي حالة الذهول المصطنعة، ولكل مرحلة فورة يعقبها سكينة فثبات. وأيضا يعطي صورة واضحة بأننا في حاجة إلى أماكن متسعة، أكثر استيعابا لفرحة الشباب والمجتمع بكل فئاته، فلم لا توجد مسارح مفتوحة، يحيي فيها الفنان السعودي أفراح الوطن، وننتهي من إغلاق الطرق والازدحام، والأصوات المتداخلة في إزعاج يستجدي الهدوء، والسيطرة على الخوف من خروج الأمور عن المقبول، كمن يلقي طرفة، بشرط أن تكون الضحكات مكتومة و«ع الهزاز»! يومنا الوطني، وأعيادنا، والمناسبات الوطنية، كلها مواعيد أفراح تستحق أن تنظم، لتحقق أهدافا بعيدة، أكبر من نشوة شعور وقتي، فتلك الجموع الغفيرة لا تلتقي بسهولة في مكان واحد، وإن حصل، فأمامنا رسالة عظيمة ستصل إلى أكبر عدد ممكن، عندها نستطيع أن نزرع القيم، والأهداف، بكل يسر وسهولة، بعد أن مهدنا لثقافة الفرح مكانا يليق به. تناثر الجهود مرهق إلى حد اليأس، وتوحيدها حل، حتى على مستوى الذات، الشتات يخلق حالة من خيبة الأمل، والشعور باللا جدوى، قبل الاصطدام بقاع الفشل. التعاطي مع الحياة غير ممكن إن لم تكن محددا، وتعرف من أين تبدأ، لتفهم أين تتوقف، وترك الأبواب مشرعة في نية للعودة في وقت لاحق، لا يضمن بقاء الحال كما هو، وعندما تعود ربما لا تجد كل شيء كما تركته. لذا فأنصاف الحلول شبكة غير منتهية من الالتزامات والوعود التي لن تستطيع أن تفي بها، والحسم يقطع دابر الحيرة، ويمنحك صدارة الثقة والصدق. خارج النص: الفقد مؤشر لاحتياج محوره الآخر، فاختر البديل قبل أن تذبل.