هكذا هو الأهلي راق عندما ينافس وكبيرا عندما يلعب متسلحا بروح الاصرار عندما يدخل معمعة التحدي .. في لعبه فن.. وفي أداء نجومه متعة، وفي حضوره الكامل إضافة للرياضة والرياضيين كيف لا وهو المضلع الثابت في منظومة الكبار أينما حل وارتحل. يلقبونه بالراقي لأنه مثالي في أهدافه وتوجهاته ويطلقون عليه مسمى بطل الكؤوس لأنه صعد لجميع منصات التتويج وهناك من اطلق عليه لقب الكواسر لأنه يكسرعناد خصومه بالأداء الرجولي ويسعد جماهيره بالذهب. أمام النصر حضر بكامل صورته وفي نهائي الخليج كان هو صاحب الحضور الأجمل والأقوى والأكثر استحواذا على إعجاب الجماهير والإعلام ..جعل مواجهة جدة (ذهاباً) أشبه بالبروفة لاحتفال منتظر وفي الرياض اقتسم مع جماهيره الوفية والغفيرة كعكة الفرح ولغة الإبهار عن جدارة .. ولو سجل كل الفرص التي سنحت لمهاجميه لخرج بفوز تاريخي. قالوا إن جيل معاذ وهزازي والمسيليم وبقية الطاقم الأخضر لم يحن بعد معانقتهم للإنجازات وهناك من تهكم بالغياب القسري عن البطولات لفترة معدودة وآخرون تعاملوا مع الوضع الأهلاوي الذي فرضته بعض الظروف بكثير من الإساءة دون وجه حق ولكن رجاله كانوا كالعادة راقين في لغتهم خارج الميادين الخضراء اما داخلها ففريقهم كان ولازال مزعجاً لخصومه ومبهجا لجماهيره، تحرش به البعض خصوصا أولئك الذين لا يدركون تاريخ الأهلي المليء بالدروس المفيدة ومكانة رجاله وقيمة نجومه وخطورة جماهيريته الطاغية عندما تحضر الى المدرجات ومع هذا لم يندفع رموزه حاليا بقيادة الأمير خالد العبدالله بن عبد العزيز وسابقا الرمز الاهلاوي الكبيرعبدالله الفيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله ونجله الأمير محمد العبدالله بل كانوا مثاليين في كل شيء . لم يكترثوا بهجوم يصدر من هنا وإساءات تكتب هناك.. فقط تفرغوا لاحترام المنافسة والمنافسين وزيادة على ذلك اهتموا بأن يكون العمل هو من يتكلم ويرد بالنيابة عنهم وكان من ثمار ذلك ان شاهد الجميع اجيالا أهلاويةمتتابعة فيها من المتعة ولديها من الاصرار وابراز ناديها وفق مبادىء جميلة الشيء الكثير. الأهلي بحد ذاته مدرسة في الصبر والعمل وتكريس المفاهيم الجميلة .. لم يتهكم رجاله بالتحكيم عندما يخسر فريقهم ويتجاوزه قطار المنافسة ولم يقللوا من مكانة المنافسين او يشككوا بذمم من يخالفهم الرأي لذلك سمي ناديهم بالراقي وهو بالفعل يستحق هذا المسمى وهذا الرقي الذي لم يحصل عليه من فراغ ويأت نتيجة مثالية مصطنعة أو مجاملة من أحد. بطولة الخليج لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ولكنها امتدادا لتاريخ عريق ومسيرة خضراء مطرزة بكل البطولات وفوق ذلك فالاهلي يعد المعين الذي لاينضب في صناعة النجوم وتقديمهم لخدمة منتخبات الوطن في مختلف المراحل بالإضافة الى تميزه في جلب ابرز النجوم وافضل المدربين وتوج ذلك بأن أسس للرياضة كمبادرة تحسب لرجاله أكاديمية لايقتصر دورها على ابراز المواهب والاهداف الوقتية انما تضطلع بتأسيس المفاهيم المطلوبة للرياضة من أداء واخلاق وسلوك واحترام للمنافسين وتطبيقا لعصرالاحتراف وتحويل الرياضة الى صناعة واستثمار قبل ان تكون ممارسة وفوزا وخسارة . ربما أن جماهيره وكل عاشق للاهلي ليس وحدهم هم من يفرح بفوزه وحصده للبطولات انما كل شخص يعشق الرقي ويحب ان تسود الاخلاق منافسات الرياضة لأن في ذلك تحفيزا للبقية ان يحذوا حذوه وان يقلدوه في كل ماهو جميل ومفيد فنقول لادارته واعضاء شرفه ونجومه وجماهيره الف مبروك اللقب الخليجي الذي حققتموه عن جدارة وكان تجسيدا لافضليتكم المطلقة. النصر بين الطموحات والواقع النصر في هذا الوقت بالذات لا يحتاج الى لغة الانفعال والانتهازية وتصفية الحسابات ورمي الاتهامات هنا وهناك ولكنه، يحتاج الى لغة العقل والقراءة الجيدة للواقع الأصفروما يحتاجه الفريق.. من حق النصراويين أن يطمحوا بالبطولات وأن يمنوا أنفسهم بالفوز، ولكن لا ينسون ان هناك فرقاً بين الطموحات المسنودة بالامكانات الجيدة وواقع يحتاج إلى تغيير، ففريقهم باختصار بعناصره الموجودة ليس فريق بطولات لأنه ينقصه الكثير وأعتقد أن معظم أنصاره يوافقونني الرأي.