؟ أخذت تمشي وتلهث في طرقات المكان.. تبحث عنها تجد ضالتها.. تمشي لا تعرف إلى أين.. وماذا سيحدث!! ذهبت إليه.. قالت بصوتها الذي صُدم وتألم أرجوك أنقذه.. في الأمس كان يمشي ويتحدث إلي أخذت دموعها تسيل في بحر أمواجه عاتية امتلأ بالعواصف والرياح.. رد عليها وهو غير مبالٍ..: وماذا عساي أن أفعل أجابها.. لست المسؤول صرخت.. ثم بكت.. توجعت.. أين طفلي الذي يشع بنور الحياة المبتسم.. هي في وسط حرقتها ونارها التي التهمت مشاعرها فقالت: وهل أفقده بسهولة.. فأجابها: لو سمحتِ لدي عمل أقوم به!! ذهبت لترى طفلها الذي كان يحدثها بالأمس.. ويلاعبها بالأمس.. تراه قد استسلمت قواه فماذا حدث وكيف!.. لقد كانت وجنتاه تشعان بحمرة الطفولة!! ولكنها الآن تهدلت وتبدل لونها صفرة..!! بين الأجهزة.. وعلى السرير الأبيض!! بدأت تحدث نفسها كالمجنونة.. بل قد جُنت لما تراه..! قالت بصوت قد أحس بطعم الفراق:بُني قل لي ماذا فعلوا بك ؟... ولكن أخذ الصمت يخيم بينها وبينه !!! بني.. طفلي.. هل أجرمت في حقك عندما أخذتك بعدما جُرحت قدماك بزجاجة.. واحتجت إلى (دم) يعيد لك ما فقدته!!.. لماذا لا تحدثني لم تكن حالتك بهذا السوء..!! ماذا تفعل..؟ طفلها بدأ يفقد ملامح طفولته.. ذبل مثل زهرة قُطفت من أجل أن ترمى وتحرم ذهبت مرة أخرى تستنجد لينقذوا عصفورها البريء.. مشت.. ولكن إلى أين الكل يضحك هنا ومن سيهتم!! سقطت بكل قوة وكأن الحياة تخبرها بأنه لا جدوى من ذلك!!.. سقطت لتبكي بكاء الموجوعة... وبدأت تتخيل طفلها من بين زهور حديقتهم يلعب بألعابه.. ويوزع ضحكاته.. عادت إلى جناح طفلها.. لترى ما وصل إليه من حال!.. فوجئت بأن الأجهزة حولها قد صرخت لتعلن وفاته.. وما ذنبه..!! فوجئت بجمع من ابني.. بني.. طفلي.. صغيري ماذا حدث.. ما بك يا حبيبي هيا استيقظ.. الممرضات.. وهن يتأسفن على حالها.. أبعدوها.. أوجعوها.. حطموها.. فارقها.. لم يعد بين احضانها.. لااااا.. هل مات!!!.. طفلي....!! تخبطت على ذاك الجدار...!! غابت عن وعيها...!! "فقد وقع طفلها ضحية أخطاء طبية"