في الانتظار لذة الصبر، تلك المقولة لرجل لا أذكر من يكون، قد تحكي سر الرجل مع المنافسة والاستماتة لمجرد الفوز والوصول أولا، وقد يفسر عشق كثير من الرجال لرحالات الصيد المضنية، لنيل ما يمكن أن يجده جاهزا في أقرب «بقالة»! وفي الانتظار ينتحر الرجل في قلب المرأة، ليس لأنها قليلة الوفاء، إنما هناك تفاوت في مفهوم الفناء بينهما. وكما أن الحزن الممتد عبث درامي يقتات على شفقة الآخرين واهتمامهم، فإن للفرح بين البشر معاني متباينة ومختلفة لا تخضع لميزان، وكذلك التعبير عنه، بصمات لا تكاد تتطابق فيما بينها، وهو ما لا يستوعبه أصحاب العقليات المصنفة، لأنها باختصار تعتقد جازمة أنها تحمل الحق أينما ولت سهامها. كيفما كان الاحتفاء لا يهم، إنما تكفي مظاهر الفرح التي تحكيها، حتى الحركات الهزلية والمضحكة، لا بد أن تحترم، لأنها تعبير تلقائي عن فرح لم يأخذ في اعتباره مقاييس الكبار والعقلاء والحكماء. أليس جمهور المسرح السعودي هو الأصعب إضحاكا؟ كما يصفه أغلب الفنانين الذين نالوا فرصة التمثيل هنا! ما حدث في اليوم الوطني من فرح جماعي خرج دفعة واحدة، لا يستدعي الانتقاد اللاذع لطريقة شبابنا في تعبيرهم، في الصحف وعلى المنابر، حتى وإن كان هناك ممارسات غير مقبولة، فإنها تعد على الأصابع، وهي فرصة للإيضاح للجاهل، ومعاقبة المخطئ، ليتعلم مستقبلا كيف يكبح جماح نفسه.