شهدت السنوات الأخيرة عودة النشاط المسرحي الدرامي للمشهد الفني المحلي خاصة في المناسبات العامة وحظي بقبول لدى الجماهير الذين يبحثون عن متنفس يقضون فيه وقت فراغهم ولعل دور أمانة الرياض في دعمها للمسرح الدرامي شكل نقطة ضوء في الساحة الفنية لعدة اعتبارات من أهمها استقطاب المواطن لقضاء إجازته داخل محيط الوطن مع توافر كافة البرامج والفعاليات التي من شأنها تلبية احتياجاته دون المغادرة للخارج وإضفاء نوع من الترفيه المسموح به الذي يتوافق مع توجهات الدولة، كل هذه المعطيات كانت تصب في المصلحة العامة لعدم استنزاف جيوب السعوديين في الخارج فيما لو قضوا إجازاتهم خارجيا مئات الملايين تهدر في السياحة الخارجية وهذا يشكل خطرا على اقتصاديات المواطن والدولة، إذ وجود مثل تلك البرامج والفعاليات قد يحل جزءا كبيرا من هذه المشكلات لذلك ماذا لو أعيد المسرح الغنائي السعودي مرة أخرى تحت مظلة الأمانة ووزارة الثقافة والإعلام ووضع كافة التصورات لمثل تلك الحفلات بما يرونه مناسبا تحت ضوابط للحفاظ على نجاح هذه الفعاليات. ما يجعلنا نتساءل لماذا اقتصر دور الفن محليا على المسرح الدرامي ومنح فرصة الظهور للممثل في المقابل حجب المسرح الغنائي وعدم شرعيته وإبعاد المغني الذي يعتبر في المقابل صوت الوطن متى ما طلب منه الحضور في المناسبات الوطنية وحينما نتحدث عن هذه الحالة لأننا مؤمنون بأن الدراما والموسيقى ينتميان لعائلة واحدة، فليس من المعقول أن يفضل ابن المسرح الدرامي على شقيقه ابن المسرح الغنائي. من خلال متابعتنا للوضع نرى الجمهور السعودي هو وراء نجاح الحفلات الغنائية الخارجية وهو أيضا مؤشر تفوقها حينما يوجد كما أنه بات يتمتع بوعي ثقافي عال، فلم نسمع بمشاغبات أو أنه أدى دورا سلبيا في مثل تلك المناسبات التي تقام خارجيا فهل سنرى في القريب عودة المسرح الغنائي مرة أخرى؟