لا يجب أن تستغربوا هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت الفريق الهلالي منذ الموسم الماضي، وتسببت في إقصائه من دوري أبطال آسيا بطريقة مخجلة، واستمرت علامة بارزة له مع انطلاقة هذا الموسم.. على اعتبار أن جميع المؤشرات كانت تسير في هذا الاتجاه الفوضوي منذ أن فقد الهلال منهجيته وشخصيته وتحول في سنواته الثلاث الأخيرة إلى حالة منفصلة تماما عن التاريخ الأزرق، من خلال بروز ملامح جديدة تعتمد على خدمة الأشخاص قبل الكيان وتبرز عاشقي الضوء والفلاشات والثرثرة الإعلامية على حساب العمل الممنهج والاحترافي وهو الأمر الذي جعل الإدارة الهلالية تتعاقد مع اللاعبين الأجانب بحسب السعر قبل المقومات الفنية ومدى حاجة الفريق إلى خدماته، بدليل غض النظر عن التعاقد مع لاعب يستطيع أن يضع حدا لمعاناة الفريق الواضحة في خطوطه الخلفية، ولكن يبدو أن مسألة التعاقد مع مدافع غير مغرية بالنسبة لعشاق «الفلاشات» ولهذا جاءت التعاقدات في مراكز المقدمة للحصول على المزيد من الضوء والشهرة والتفاخر بالأرقام المعلنة التي يقال إنها تجاوزت حاجز ال130 مليون ريال. في السابق كان يكفي الهلال التعاقد مع لاعبين وفق معايير فنية محددة ليستمر الهلال في بسط نفوذه على البطولات، في حين أن الهلال حاليا أصبح يعتمد على سياسة «البذخ» بطريقة فوضوية لا يمكن أن تحقق أهم المكتسبات الهلالية، فهناك فارق كبير بين الدفع المقنن الذي يعتمد على دراسة وافية وبين هذه العشوائية التي جعلت من المهاجم الكوري احتياطيا في الوقت الذي لا يزال الدفاع يعاني بصورة واضحة. في تصوري أن الهلال من حيث المستوى الفني وصل لنقطة استقرار في منتصف الموسم الماضي، لكن الإدارة الزرقاء لم تحافظ على هذا الاستقرار واخترقته بشكل فاضح عبر وسائل الإعلام، وسبق أن تحدثت في حينها عن هذه الجزئية ومدى تأثير انعكاساتها على مستقبل الفريق، وها هو الهلال أصبح مفككا وجاهزا لاستقبال الهزائم التاريخية.. تماما كتلك التي حدثت في عهد الأمير عبدالله بن مساعد..! الإدارة الهلالية عليها ألا تستمر في نفس السياسة وتتوقف عند هذا الحد.. لأن القادم لا يبشر بخير لكل الهلاليين.