د. أحمد خيري العمري عن كتاب «عالم جديد ممكن» ليست البسملة طلاسم إنما هي ارتباط بحقيقة كون الإنسان مستخلفا وهي «إعلان بأنك الخليفة وأنك باسمه، عز وجل، تقوم بما تقوم به، إنك نيابة عنه وأصالة عن دورك وما كلفت به، تقوم باسمه بما تقوم به». وفي المقارنة بين أول بسملة في التاريخ «في قصة نوح» حين كانت مقرونة بمشروع عظيم ومثلت فاصلا بين عالمين، عالم يوشك على الانهيار وعالم يوشك على الولادة فكانت اللحظة «وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم» وأصبحت البسملة هي المركب الحقيقي، وربطها بالمرسى والمجرى دلالة على تأصيل مشروع الاستخلاف. وفي المرة الثانية «في قصة سليمان» حين كانت تجربة الاستخلاف حاضرة مرة أخرى «قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم» وخلافا عن البسملة الأولى التي لم يكن هناك خيار آخر أمام من ركب السفينة، كانت البسملة الثانية مع مجتمع في أوج ازدهاره ونموه، غير أن رؤية الاستخلاف تتجاوز بهرجة الماديات، والمحصلة من التجربتين حضارة الاستخلاف التي تستخدم السنن وتسخرها للوصول إلى هدف محدد وليس العكس.