في مسرحية العيال كبرت صرخ الفنان سعيد صالح «إني معترض» فلما سئل لماذا قال «معرفش» تلك مسرحية فكاهية مثلت قبل أكثر من 30 عاما، ولكن المثير للسخرية أننا الآن في عام 2011 ونلاحظ وجود مجموعة في المجتمع ترفع لواء أنا معترض، بسبب وبدون سبب وعلى مجالات كثيرة، فبعضهم يتدخلون في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة وفي كل صغيرة وكبيرة والنماذج كثيرة وغريبة ومضحكة، ومن ذلك: يعترضون على بيع النساء في المحال ولا يعترضون على بيعهن في الشوارع، يعترضون على قيادة المرأة ولا يعترضون على خلوة المرأة بسائق، يعترضون على سجن الموقوفين أمنيا ولا يعترضون على من قتلهم فكر وأيدي الموقوفين أمنيا. تلك بضعة نماذج تصور حالة التناقض لمجموعة «أنا معترض» التي تحاول بسط نفوذها وأجندتها بالقول ولو تطلب الأمر باليد، ولنا في جامعة اليمامة ومعرض الكتاب خير شاهد، تعدد الآراء واختلافها هو رحمة وتيسير للخلق، ولكن عندما يصل الأمر لفرض الرأي الواحد وكتم الصوت الآخر والتشكيك والطعن في نزاهة ذلك الصوت وتخوينه واتهامه بالعمالة والتغريب والقبض من السفارات هنا نقول فلتلزموا حدودكم، فنحن جميعا مواطنون والمزايدة على الوطنية وحب الوطن لو قسناها بالمظاهر لسقط الكثير من مجموعة «أنا معترض» لأن بعضهم في الأساس ضد مفهوم الوطنية وحب الوطن ودائما ما يستبدلون اسم المملكة بجزيرة العرب، ومنهم من حرم تحية العلم والسلام الوطني، ولذلك من حقك الاعتراض والانتقاد ولكن إذا وصل الأمر للتخوين والحجر على الرأي وفرض أجندة معينة نقول اعترضوا كما تشاؤون، وناقشوا وجادلوا كما يحدث في جميع دول العالم، حيث التيارات المختلفة من تيارات اليمين وتيارات اليسار وفي أوج خلافتهم لم نجدهم يحشدون الأنصار ويقتحمون المحاضرات والندوات يصرخون ويسبون ويفسقون ويكفرون، أين هؤلاء من قول رب العزة والجلال «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال «هلك المتنطعون. قالها ثلاثا» والمتنطعون هم المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد.