هيام عباس، ياسمين المصري، أشرف فرح، علي سليمان. «تمثيل: سيناريو وإخراج: نجوى نجار النوع: دراما اجتماعية» فيلم «المر والرمان» الذي استمر الإعداد له ستة أعوام، واحتاج لطاقم ضخم من الممثلين، أبصر النور على شكل عمل سينمائي روائي، هو الأول لمخرجته «نجوى نجار»، فالفيلم الذي يحكي قصة راقصة للفنون الشعبية في مدينة القدس تدعى «قمر» التي تتزوج ب «زيد» شاب يعمل مزارعا في أرضه التي يملكها في مدينة رام الله، ثم تتطور الأحداث ويعتقل زيد بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية أرضه، وهنا تتضافر الأحداث لتنسج صراعا داخليا تعانيه «قمر» بين دورها كزوجة ومتطلبات البيت وضغط أسرة الزوج، وشغفها في تدريبات الرقص الشعبي، ففي البداية تلزم قمر المنزل وتتحمل أعباء العمل الزراعي ومتابعة تسويق زيت الزيتون مثلما كان يفعل زوجها وتعيش على أمل إطلاق سراحه القريب، عارضا معاناتها لزيارته، وهنا يبرز التركيز على إنسانية الزوجة في نموذج «زوجة الأسير» وإصرارها على الحياة عبر ممارستها للرقص الشعبي في منزلها ليلا، وهي تحلم بعودتها للفرقة بعد خروج زوجها من المعتقل، ثم يشتد هذا الصراع ويتبلور مع تجديد الاعتقال الإداري لزيد، حيث تقرر قمر العودة إلى التدريب مع الفرقة مجددا، وخصوصا بعد وصول «قيس» وهو مدرب فلسطيني من لبنان أتى لتدريب حركات جديدة، وخلال دروس التدريب تنشأ علاقة عاطفية من نوع خاص بين قيس وقمر التي تتجاوب جزئيا نتيجة لحالة الفراغ العاطفي التي تعانيها والموضوع المشترك وهو الشغف بالرقص الشعبي، لكنها لا تعطي هذه العلاقة مداها، وهو ما يوضحه الفيلم، ليترك النهاية مفتوحة كحال القصة الحقيقية للشعب الفلسطيني. تتسم شخصيات الفيلم بالبساطة والمباشرة لدرجة أن المشاهد يندمج في القصة ويفقد الإحساس ببشاشة السينما، فإن كانت الحبكة تتناول موضوع «زوجة الأسير» لكن الكاميرا تنطلق في سرد تفاصيل الحياة اليومية لأناس في حراكهم المعتاد داخل واقع صعب من الاحتلال والحواجز والممارسات القمعية للاحتلال، مبينة المستوى الحياتي الذي تعيش فيه شرائح اجتماعية متعددة، وبإشارة واضحة لسطوة التقاليد والموروث الاجتماعي، وإن كانت أبرز الانتقادات التي وجهت للفيلم هي مساسه بالهالة التي تتمتع بها زوجة الأسير وطرحه بعدا جديدا في شخصيتها وهو الإنساني البحت.. وقد حظي هذا الفيلم بإعجاب النقاد حول العالم لما يتضمنه من براعة في التمثيل والتصوير السينمائي وشارك بمهرجانات ك «سندانس، روتردام، إدنبره، دربان، لوكارنو، برلين، كان» وغيرها من المهرجانات العالمية إلى جانب العديد من العروض الخاصة في عدة دول، وسوف يتم عرض «المر والرمان» في الإمارات خلال الشهر المقبل في إطار الدعم الدائم الذي يقدمه مهرجان «دبي» السينمائي الدولي للأفلام العربية المستقلة ذات الجودة الفنية العالية. فيلم «المر والرمان» قصة مكونة من عدة قصص ونفسيات مختلفة والأهم أشياء جد واقعية استطاع ببراعة ممثليه تقديم قصة إنسانية هي مزيج من الحب والحرية تحت القمع والسيطرة الاحتلالية والموروث الاجتماعي، فجاء الفيلم أشبه بأغنية تتميز بروحانيتها وجاذبيتها الخاصة، وليشكل في حد ذاته جهدا يساهم في إبراز القضية وإنسانية البطل... لكن بصورة أخرى.