لاول مرة في تاريخها تطرح السينما الروائية الفلسطينية وضع المرأة التي تضطر للبقاء وحيدة حين يسجن الاسرائيليون زوجها لفترة طويلة، وذلك في فيلم روائي اول لنجوى نجار بعنوان «المر والرمان» عرض في مهرجان دبي السينمائي. وافتتح هذا الفيلم عروض «الليالي العربية» التي تقدم افلاما عربية خارج المسابقة «تشترك بلمس جوانب من الحياة العربية المعاصرة» كما ورد في تعريف هذه الليالي من قبل منظمي المهرجان. والفيلم، الذي يذكر بشكل غير مباشر بآلاف السجناء الفلسطينيين المعتقلين من دون محاكمة في السجون الاسرائيلية، تتوقف فيه العدسة عند الوضع الانساني والعاطفي لزوجة المعتقل الفلسطيني، ويعرض لحالها كضحية غير مباشرة لهذا الغياب القسري المفروض عليها من قبل الاحتلال، كما المصادرات المتكررة للاراضي الفلسطينية بسبب او من دونه. وعرض «المر والرمان»، الذي قدم في عرض عالمي اول في الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي ، جانبا آخر من جوانب الوجع الفلسطيني بجرأة امتاز بها ايضا الفيلم الروائي الفلسطيني الاول الذي انجز قبل اشهر وكان من اخراج امرأة ايضا. وتوقفت السينما الفلسطينية عند قضية الحق الفلسطيني وضرورة الاعتراف به في فيلم «ملح هذا البحر» للمخرجة آن- ماري جاسر، الذي يعرض في دبي ضمن مسابقة المهر للافلام العربية. ويأتي «ملح هذا البحر» بعد ان قدم رشيد مشهراوي في شريطه الاخير «عيد ميلاد ليلى» عنف الحصار اليومي والاحتلال الذي لا ينجح في افساد الحياة تحت السقف العائلي بل على العكس يعززها. وحصد فيلم مشهراوي جوائز عدة في مهرجانات ابو ظبي وقرطاج ودمشق والقاهرة. وتدور احداث فيلم «المر والرمان» في رام الله، ومحور زمانها هو السنوات الاخيرة التي شهدت تصاعد الهجمة الاستيطانية على الضفة الغربية وتضاعف وتيرة مصادرة الاراضي باوامر عسكرية اسرائيلية. وجاء سيناريو قصة هذه المراة، التي تجد نفسها فجأة ومباشرة بعد زواجها وحيدة حين يعتقل الجيش الاسرائيلي زوجها، محكما لا يشكو من زيادات او ترهلات كثيرا ما تطرأ على السينما العربية. وبدا الفيلم في مضمونه جريئا وفي طرحه متقدما، يكاد يوازي تحولات المجتمع وما يدور فيه، ف «قمر» الشابة الحالمة التي تهوى الرقص وتتدرب عليه في فرقة في رام الله المقفلة، تبدو كالفرس الباحث عن مساحة للانطلاق الى رحاب الحياة. وتؤدي الدور على نحو مقنع الممثلة ياسمين المصري التي سبق لها وان شاركت في فيلم «سكر بنات» للبنانية نادين لبكي.