للشيخ عبدالباري بن عواض بن علي الثبيتي، حضوره النافذ في الوجدان وهو يتلو آيات الذكر الحكيم بخشوع وتؤدة واطمئنان ينساب في نفوس السامعين بعذوبة تجعلهم يتابعون كل حرف يتلوه باهتمام لا تسرقهم منه الخواطر وانشغالات الباطن. لصوته رقة وانسيابية المطمئن وهو الحافظ لكتاب الله يتلوه آناء الليل وأطراف النهار منذ الصغر، ومن تربى في أحضان المعاني القرآنية يشرق توهجا بمعانيها الجميلة، ويكسب النفوس ذلك الشعور العميق بالرضا. كان مسقط رأس الشيخ الثبيتي في مكةالمكرمة، وفيها كانت نشأته بجوار بيت الله الحرام، وتلقى تعليمه الأولي والثانوي في مدارسها، ثم تابع دراسته الجامعية والعليا، فحصل على بكالوريوس علوم من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ودبلوم عال في الشريعة بتقدير ممتاز من جامعة أم القرى بمكةالمكرمة، ثم ماجستير من كلية الشريعة بنفس الجامعة بتقدير ممتاز. أظهر الشيخ الثبيتي قدرات أكاديمية متميزة في العلوم الشرعية، وذلك ينسجم مع أن العلم نور ونور الله لا يعطى إلا للتقاة والثقاة، فكان أن توسع في العلم وفتح الله عليه بالكثير منه حتى أصبح منهلا ومرجعا، وأتبع ذلك العلم بالعمل، حيث عمل مدرسا لتحفيظ القرآن بمكةالمكرمة في الفترة المسائية وهو في سن مبكرة ولم يتجاوز التاسعة من عمره، وأشرف على بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة. ونظرا إلى قدراته وطاقته العلمية الكبيرة فقد ابتعث في العام 1397ه من قبل جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكةالمكرمة لإمامة المسلمين في صلاة التراويح لشهر رمضان في أحد المراكز الإسلامية ببريطانيا. ومما يؤكد حصيلته العلمية الوافرة حصوله على المركز الأول في المسابقة الدولية لتحفيظ القرآن وتلاوته وتجويده في عامها الأول التي نظمت بمكةالمكرمة عام 1399ه، وبالنظر إلى مكاسبه العلمية وجمال صوته وترتيله فقد تأهل لاستحقاق الإمامة في الحرم النبوي الشريف منذ أواخر عام 1414ه، حيث يشارك في إمامة وخطابة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وهو بذلك في المقام الذي يستحقه بما أفاض الله عليه من مواهب التلاوة والقراءة والحفظ الواسع لكتاب الله بقراءاته المتعددة وعلمه الذي يقدمه ناصحا ومرشدا ومعلما لمن يطلب علمه.