- في مقال الأمس، تحدثت عن النفخ الوهمي الذي تتعرض له المنتخبات السعودية حاليا، ولأن تأثير الإعلام «السلبي» طويل المدى، رأيت أن أفصل في بعض الأمور حتى تتضح الصورة أكثر لأن طرحها بشكل مباشر لن يفيها حقها. - أذكر في الماضي البعيد عبارة كانت تخرج عند بروز أي موهبة يتم التنبؤ لها بمستقبل واعد، كانوا يقولون «الغرور مقبرة النجوم»، كنت حينها أكره سماع هذه العبارة لسبب واحد، أنني لم أجد من يقنعني بتأثيرها وتوقعتها واحدة من العبارات الكثيرة التي تتردد في الإعلام الرياضي بلا معنى وشواهد تدل على صحتها، ولكن الوضع الحالي أثبت «دقتها» خصوصا مع تنوع وسائل الإعلام، ففي السابق كان خيارنا الإعلام المقروء، والآن نجد الإعلام الإلكتروني والإعلام الجديد والمنتديات والمواقع الرياضية المتخصصة والمواقع الشخصية للاعبين، فمن السهل معها صناعة تمثال من «وهم»، فاللاعبون حاليا يجدون «نفخا» زائفا جردهم من الطموح. - لو كانت هذه المرحلة تخص لاعبي الفريق الأول للأندية، ربما كان من الممكن إزالتها أو التقليل من آثارها، لكن حتى لاعبو الفئات السنية أصبحوا ضحية مبكرة لهذا «الوهم»، ففي السابق كان المتابع بالكاد يجد قناة تنقل له مباراة للفئات السنية، أما الآن فالسبل متاحة حتى للاعبين أنفسهم مما شكل نهجا إعلاميا مختلفا يتعامل مع الحدث ويصنعه ويقدمه وفق ما يروق له، لنجد لاعبين متعالين حتى على الإعلام نفسه وعلى الجمهور ومتمردين لا يردعهم عقاب، فالسحر انقلب على الساحر، فالإعلام يقدم لهم في يوم ما عجز من سبقهم في تحقيقه خلال سنين متواصلة من التألق. - حل هذه المشكلة يبدأ من الإعلام نفسه، ومن ثم إدارات الأندية والتي أصبحت بسبب سياستها غير الاحترافية تصرف بشكل مهول وذلك بسبب سرعة تساقط المواهب أمامها دون أن تحميهم. - المنتخب على قدر ما يحمله من أخطاء إدارية أساسية ومن ثم فنية، إلا أنه ضحية للإعلام والأندية، فهم يستلمون لاعبين بلا طموح يرون مشاركتهم مع المنتخب تشريفية، فإن نجحوا فسيجدون الزفة والطبول حاضرة وإن أخفقوا فسيجد الأقلام تذود عن أخطائهم.