اتفق عدد من الرياضيين والإعلاميين على أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأندية للمحافظة على لاعبي منتخب الناشئين الذي حقق بطولة الخليج الأخيرة التي أقيمت في دولة الكويت، وأكد الرياضيون أن الأندية لديها الكثير من اللاعبين والموهوبين الذين لديهم طموح ويجب أن يستمروا حتى تتحقق طموحاتهم ولكن إذا وصل اللاعب الموهوب مرحلة انه لم يُعط فرصة للعب في فريقه الأول هذا بالتأكيد سيقضي على أحلامه، «عكاظ» أخذت آراء عدد من الرياضيين والإعلاميين وسؤالهم عن كيفية المحافظة على منتخب الناشئين وخرجت بالتقرير التالي. بصاص: الرئاسة مسؤولة أيضا بداية تحدث المدرب الوطني مروان بصاص فقال: يفترض أن يتم التركيز على هؤلاء اللاعبين من خلال الأندية ، فالدور على الأندية كبير جداً من خلال التوجيه ورفع التقارير الدورية عن هؤلاء اللاعبين ومعرفة مدى التطور الحاصل لهم ،كما يجب الإهتمام بهذه الفئة من خلال الرئاسة العامة رعاية الشباب وأن تكون هنالك متابعة مستمرة لهم، ولكن أعود وأؤكد أن الدور الأكبر يقع على الأندية فكلما كان التأسيس صحيحا وسليما على يد مدربين متمكنين أتينا أفضل، كما يجب أن يكون هنالك تجمع لهؤلاء اللاعبين على فترات حتى يحدث التجانس أكثر فيما بينهم، ويضيف : «لدينا منتخبات سنية جيدة تبشر بالخير ، صحيح أننا بدأنا متأخرين بالاهتمام بهذه الفئة لكن هنالك جيلا قادما يبشر بخير لذلك يجب التركيز عليه حتى نعود إلى ما كنا عليه في 84 وحتى 98. الطخيم: المحافظة على المنهجية أولا عضو شرف نادي النصر فهد الطخيم قال: «منتخب الناشئين علامة واضحة وبارزة أن هنالك عملا وتخطيطا سليما مسبقا منذ فترة أنتج لنا منتخبا يفترض أن يحافظ عليه ليس كأفراد؛ لأن الأفراد يتغيرون لكن المنهجية التي سارت عليها الأندية وأظهرت هذه الكوكبة من اللاعبين والنجوم، أتمنى أن تستمر كما هي كذلك لكي يتطور أداء المنتخبات الفئات السنية مستقبلا»، ويضيف الطخيم: «لابد أن يكون لدينا أكاديميات وأود أن أشيد هنا بأكاديمية ناديي النصر والأهلي وبعض الأكاديميات الأخرى التي أتت ثمارها وأخرجت لنا عينة من اللاعبين الذين نفتخر بهم، فيجب الاستمرار بالبرامج والاهتمام بعمل الأكاديميات الرياضية التي تعرف حقيقة ماذا تقدم من خدمة للفئات السنية، هذه الأكاديميات هي أساس وركيزة للمنتخبات السنية خلال سنوات قليلة سيكون لدينا منتخبات في الأولمبي والأول بقوة تنافس في المحافل الدولية، وأتمنى أن جميع الأندية تهتم بهذه الفئة العمرية ونشكر المسؤولين وعلى رأسهم الأمير نواف بن فيصل الذي اهتم كثيراً بهذه الفئة وبان عمله في بطولة الخليج للناشئين التي أظهر العمل الذي عمل منذ سنوات. خميس: الفكر الحالي يجب أن يتغير كابتن النصر السابق والمدرب والمحلل الفضائي يوسف خميس قال: «المحافظة تنبع من الاستمرارية وهي بدورها تتحقق بصعود وتطور مستوى اللاعب تكون من خلال الأندية الرياضية، اللاعب مرتبط بالنادي بشكل كبير أكثر من المنتخب، والمملكة غنية بالمواهب واللاعبين ولكن الملاحظ هو التركيز على الفريق الأول فأصبح ليس لدينا منتخب أول جيد ولا استطعنا المحافظة على مواهبنا فهذه مشكلة كبيرة، أنا أؤكد على أن الأساس هو النادي يجب أن يكون لديهم برامج ومتابعة للاعبين الموهوبين خصوصاً الفئات السنية، ويضيف خميس: «الاستمرارية من مهام الأندية، وللأسف أن بعض الأندية تجلب اللاعبين المنتهية صلاحيتهم دون النظر للفئات السنية في النادي، لذلك نجد المواهب التي تبرز لا تأخذ فرصتها بأنديتها ولا حتى الأندية الأخرى، ويقول أيضا: «لا شك أن المنتخب الأخير الذي لعب في الدوحة كانت أعمارهم تحت سن 20 سنة والمنتخبات الأخرى تحت 23 سنة واستطاع أن يتفوق عليهم، لكن للأسف لم نشاهد أحدا من لاعبي هذا المنتخب يلعب في الفريق الأول سوى لاعب واحد وهو لاعب نادي الاتحاد فهد المولد، وهنا نتساءل أين بقية النجوم الذين يبشرون بالخير، ولماذا الإصرار على اللاعبين الذين وصلوا لمرحلة التقاعد حيث لا تزال الأندية متمسكة بهم، لذلك يجب أن يتغير الفكر حتى نحافظ على هؤلاء اللاعبين. والحقيقة أن أي لاعب موهوب لديه طموح يجب أن يستمر حتى يحقق طموحاته ولكن إذا وصل مرحلة انه لم يُعط فرصة للعب في فريقه الأول فهذا بالتأكيد سيقضي على طموحه، وأقولها وأؤكد عليها يجب أن تكون لدينا الشجاعة في الأندية، فعندما كانت الكرة السعودية في عز مستواها كان هناك لاعبون يلعبون في الفريق الأول وهم في سن ال 18 سنه وأنا منهم وماجد عبدالله وتوفيق المقرن وغيرهم لعبوا في سن صغيرة وأثبتوا أنفسهم، وإذا لم يعط اللاعب فرصة سيموت طموحه والرغبة لديه بكل تأكيد. الجوكم: الظاهرة بلا حل الزميل الإعلامي والمحلل الفضائي عيسى الجوكم أكد على ضرورة إشراكهم مع أنديتهم في الفئات السنية، ومتابعة لجنة المنتخبات لمسيرتهم، والانتقال السلس من منتخب الناشئين إلى الشباب ثم الأولمبي: «بدون هاتين الخطوتين المهمتين، سيكون مصيرهم مثل غيرهم، بمعنى إختفاءهم في الموسم القادم أو الذي يليه، فهناك نجوم كثر برزوا في نهائيات كأس العالم الأخيرة للشباب مع المنتخب الأخضر لم نر منهم حاليا إلا النزر القليل من النجوم، ويبدو أن هذه الظاهرة والتي بدأت منذ سنوات طويلة لم تجد لها طريقا للحل رغم الانتقادات الكبيرة التي وجهت للأندية أولا بعدم الاهتمام بالنجوم الواعدة الذين يسطعون في الفئات السنية ويختفون فيما بعد والأمثلة كثيرة ومن معظم الأندية كبارا وسطا ومؤخرة مما يدل على أنها ظاهرة تحتاج جهدا كبيرا لوضع الحلول لها بالتعاون بين اتحاد الكرة والأندية. التويجري: الأندية تريد الجاهز المحلل الرياضي طارق التويجري قال: «الحقيقة بل واقع الحال يقول إن الأندية بشكل عام لا تهتم بمسار اللاعب الناشئ، فهذا الناشئ إن برز في فترات زمنية معينة فإنه يندثر أو تقل نجوميته في فترة عمرية متقدمة وهذا الأمر السلبي ناتج من أن غالبية الأندية الغنية تتجه إلى اللاعب الجاهز، أما الأندية الأخرى فتتجه إلى رجيع هذه الأندية الغنية، وبالتالي يبقى نسبة تصعيد الصغار والوجوه الجديدة ضعيفا إلى حد كبير. ويطالب التويجري إدارات المنتخب المشرفة بضرورة الاهتمام ورعاية هذه المنتخبات الصغيرة من خلال منهجية المجاميع، كل مجموعة عمرية محددة يكون لهم برنامج مرسوم وتطويري واضح للعب في بطولات مختلفة أو عمل معسكرات معينة ولعب مباريات ودية مع منتخبات عالمية: «هذا النهج هو من يضمن على الأقل أن نجعل اللاعب الصاعد في طور منافسة جادة مستمرة وتكون الاستفادة كذلك من خلال الأجهزة الفنية والإدارية النوعية التي تهتم بتوفير متطلبات تطويره وتأهيله كنجم قادم. الخراشي: متابعتهم في أنديتهم ويؤكد المدرب الوطني محمد الخراشي على ضرورة التواصل مع أندية هؤلاء اللاعبين وحثهم على المتابعة وكذلك مع مدارسهم وأولياء أمورهم لضمان رفع المستوى المهاري والتكتيكي من قبل مدربيهم في أنديتهم كذلك لعب مباريات باستمرار لمعالجة الأخطاء والتعود على ظروف المباريات والمعسكرات الخارجية. عبدالقادر: ناشئ الأهلي جاهز الكاتب الرياضي حسن عبدالقادر يرى أن إعداد اللاعب الناشئ يختلف من فريق لآخر، مشيدا بأكاديمية النادي الأهلي التي كان وماتزال عملها احترافيا ومصروفا عليه بالملايين وهو العمل المفترض على حد قوله أن يكون في الأندية الأخرى: «لكن للأسف ما نراه أن الأندية الأخرى تعتمد على أماكن غير مهيأة التهيئة الملائمة كي تعد لاعبا محترفا حقيقيا، لذلك عندنا الآن لاعبون متفاوتون بالمستويات، وأغلب لاعبي المنتخبات السنية من مخرجات أكاديمية النادي الاهلي، وأتذكر تصريحا للكابتن عمر باخشوين عندما قال اللاعب الذي يأتي من أكاديمية الأهلي هو اللاعب الذي لا نجد صعوبة في إعداده فهو جاهز، لذلك ولكي نحافظ على هذا المنتخب يجب أن يكون لدينا دوري متكامل على مستوى المملكة وهو حاصل الآن ولكن حدث متأخرا لكن أن تبدأ متأخرا خير من أن لا تبدأ، حيث كان في السابق دوري مناطق، ثانياً لا يجب أن يكون لاعبو المنتخب الجيدون حقل تجارب لمدربي أنديتهم فللأسف نرى بعض الأندية أما أن تركن اللاعب في الاحتياط أو يشرك في مركز غير مركزه لذلك يشتت تركيزه ويقتل طموحه». يضيف قائلا: «الأندية لا تعطي مرحلة التأسيس الاهتمام الكافي من حيث وجود كوادر تدريبية وأخرى طبية حتى كوادر اجتماعية لتنشئة اللاعب على كيفية التعامل مع الفوز والخسارة وتقبل ردات الفعل للفرق المنافسة فهذه أشياء مهمة تساهم في تكوين شخصية اللاعب، وهذا نقص كبير جدا في الأندية أغلبها تخصص ملاعب رديئة لفرق الناشئين والتدريبات لا تتجاوز الساعة ولا توجد أية جوانب تكميلية، وأعتقد أن الاتحاد السعودي بدأ خطوات ممتازة من حيث المعسكرات الخارجية التي تعد اللاعب بشكل ممتاز وتفتح مداركه للاحتكاك والاستفادة من اللاعبين الآخرين الأفضل منه لياقياً وغيره. الخالد: العمل المؤسسي مهم المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد قال إن المحافظة على الفئات السنية لا يتم من خلال المنتخب بل عبر الأندية: «يجب أن يكون لدى هذه الأندية عمل مؤسسي لتأسيس اللاعب بشكل مثالي من خلال الجوانب الاحترافية والفنية والمهارية، كذلك رعايته الرعاية الصحية والتربوية الكاملة، حتى يصل ويواصل حتى المنتخب الأول، فكلما أصبح لدينا شريحة كبيرة تمارس ومستواها جيد فهذا لصالح المنتخب، وكلما عملنا بشكل منظم ومتدرج في القطاعات السنية ابتداء من المدرسة ثم الناشئين ثم الشباب ونستطيع أن نجد خيارات كبيرة جدا تمت رعايتهم وبالأخير سيقع الاختيار على اللاعب الجاهز والأفضل، وأؤكد أنه إذا لم يكن عمل الأندية جيدا فلن تستطيع كمنتخب أن تحافظ على اللاعبين أبداً.