لقد ربط الرومان الكواكب بأساطيرهم ومعتقداتهم فسموا كل كوكب حسب الملك الذي يعتقدون أنه يشبهه، أما العرب فقد أطلقوا أسماء على الكواكب حسب صفاتها ومميزاتها.. من ذلك كوكب الزهرة، جار الأرض وصديقها لذلك يطلق عليه في بعض الأحيان توأم الأرض فهو من حيث الكتلة والحجم والتركيب الصخري مشابه لها، أما الرومانيون فسموه فينوس نسبة إلى ملك الجمال.. كذلك العرب سموه الزهرة الذي يعني البياض والحسن، وعندما تلقي نظرة على هذا الكوكب فستعرف سبب ارتباطه بالروعة والبهاء.. فهو أبيض ناصع ومستنير، وكثيرا ما يطل على الأرض ببريقه الواضح. أما الكوكب الأحمر فهو المريخ أسماه الرومانيون مارس أي ملك الحرب، ذلك لأنه في احمراره يبدو وكأن حربا مشتعلة تلتهب فيها النيران على سطحه، والعرب أطلقوا عليه اسم المريخ اشتقاقا من كلمة أمرخ أي ذو بقع حمراء.. السر خلف احمرار المريخ هو النسبة الهائلة لأكسيد الحديد في جوه وسطحه التي أعطته هذا اللون الذي يميزه. الكوكب الأجمل في رأيي هو زحل المميز بحلقاته التي تحيط به ويعد جاليليو أول من اكتشفه بواسطة مقرابه «جهاز لرصد السماء قبل التلسكوب»، أسماه العرب زحل التي تعني ابتعد وتنحى؛ لبعده في السماء عن الأرض. الكوكب الأزرق وأنا لا أعني الأرض بل أعني نيبتون، الذي سمي بذلك نسبة إلى ملك الماء أو البحر، لكن ليس لوجود الماء فيه إنما لزرقته الواضحة.. يعود السبب خلف زرقة نيبتون إلى وجود غاز الميثان فيه بنسبة 3 % وهذا الغاز لديه القدرة على امتصاص اللونين الأصفر والأحمر وعكس اللونين الأزرق والأخضر.. فيظهر لنا نيبتون أزرق جميلا.. نأتي لبلوتو الذي سقط من تصنيف كوكب واعتبره العلماء كويكبا لصغر حجمه ولاختلاف خصائصه عن خصائص الكواكب، وكلمة بلوتو تعني غير المعروف المنشأ.. وهو حقا كوكب غامض لبعده الشديد.. وقد تم إرسال المسبارات والمركبات الفضائية لاستكشافه لكنها لم تصل إليه ويقول البعض إنها لم تعثر عليه! فظهرت إشاعات عن اختفاء بلوتو وإن ثقبا أسود قد ابتلعه.. عالم الفضاء.. عالم مثير، غامض وساحر.. ومن يعلم ربما يأتي اليوم الذي ينتقل فيه الناس في جميع دول العالم بين الكواكب كما يتنقلون بين المدن الآن.. وأن نبقى نحن في دوامة مشكلة الطيران والحجوزات!!