فوجئ الأطباء في مستشفى الجفر المركزي بالأحساء بطفل صغير يزاحمهم على علاج المرضى ورعايتهم متجولا بين مختلف الأقسام مرتديا زيهم الأبيض وتتدلى من عنقه سماعتهم، إلا أن دهشتهم تحولت إلى نظرات إعجاب وتقدير لهذا الطفل الذي يحاول أن يرسم ملامح مهنته المستقبلية مبكرا برغبة وإصرار كبيرين. وكانت إدارة المستشفى استجابت لطلب والدة الطفل محمد الغانم «ثلاثة أعوام ونصف العام» بتمكينه من ممارسة هوايته التي أدمنها، وهي أداء دور الطبيب بكل تفاصيله لدرجة أنه يقوم بهذا الدور حتى مع الحيوانات الأليفة. وقالت الأم ل«شمس» إن طفلها مولع بمهنة الطب بشكل كبير ويمارس دور الطبيب خلال لهوه مع أقرانه، إلا أنه أصر في ذلك اليوم أن ينتقل بالأمر إلى مرحلة أعلى وطلب أن يذهب إلى المستشفى مرتديا «البالطو» الأبيض ومصطحبا سماعته البلاستيكية الصغيرة فلم يجدوا أمام إصراره بدا من الذهاب به حيث استقبلته إدارة المستشفى بكل حفاوة وأفسحوا له المجال لممارسة هوايته في بيئتها الحقيقية. وأضافت أن المرضى كانوا في غاية السرور وقبلوا أن يكشف عليهم الطبيب الصغير وهم يشجعونه بابتساماتهم ودعواتهم بأن يصير طبيبا لامعا. وذكرت الأم أن طفلها لا يتوانى ولا يتردد في ممارسة هوايته في أي مكان يذهب إليه، لذلك فهي حريصة على أن تلحقه بمدارس خاصة تنمي مواهبه «الطبية».