في الأيام المقبلة القريبة سنستقبل ضيفا عزيزا على أنفسنا، نحبه من أعماقنا، ونعبر له عن شعورنا بمختلف الاستعدادات. فالبعض منا يستقبل رمضان بالاستعداد للعبادة والاعتكاف على قراءة القرآن والاختيار بين المساجد لأداء صلاة التراويح، والذهاب لأداء العمرة الرمضانية، ومقاطعة التليفزيون إلا من البرامج الدعوية التي غالبا ما تتعلق بأصناف العبادة في رمضان، وعمل برنامج له ولأفراد عائلته لكي يتم الاستفادة القصوى من تلك الأيام المباركة. أما البعض الآخر فيستقبله بقائمة طويلة من الطلبات والمقاضي التي لا تشترى غالبا إلا في رمضان. من بهارات وحبوب ورقائق وعصيرات وحلويات وغيرها من المتطلبات الشهرية الاعتيادية. فضلا عن العزائم التي تحوي أصناف أكلات قد تفوق الوصف، وكأن العين هي التي تأكل وليس البطن!! وهناك فئة من التجار وأصحاب المحال ممن تستقبل رمضان بالعروض الرمضانية الموسمية، والغلاء في الأسعار لأن الناس سوف تشتري لا محالة، سواء زادت الأسعار أو بقيت على ما هي عليه من الغلاء. وكأنها تستغل إقبال الناس على الشراء الجنوني فما كان منها إلا رفع الأسعار بشكل جنوني أيضا، وهذا أحد أسباب ارتفاع الأسعار. الخبراء يتوقعون زيادة أسعار الخضار بنسبة 150% خلال شهر رمضان المبارك. وهذا ما حدث العام الماضي حينما ارتفع سعر الطماطم والكوسة والخس إلى غير المتوقع. ولكننا هذا العام قد نكون أكثر تفاؤلا خاصة ما حدث مع أسعار الألبان. فقد استهلت برفع الأسعار ولكن وزارة التجارة أوفت هذه المرة بوعودها، وما زلنا نأمل في المزيد من وفاء الوعود يا وزارة التجارة. أتساءل ويتساءل معي كثير من المستهلكين ما الذي يمنع وزارة الصناعة والتجارة من توحيد أسعار السلع والمستلزمات الاستهلاكية في جميع المحال، إننا في حاجة إلى إنشاء جمعيات تعاونية تمتص الغلاء المتراكم هنا وهناك، وعمل تكتلات تجارية حتى تتقاسم تكاليف الإنتاج وذلك لمحاربة الجرائم الاقتصادية في حق المستهلك كالاحتكار والغلاء الفاحش والإغراق وغيرها. إننا في حاجة إلى أن نكون كرماء على أنفسنا في ترشيد مشتريات رمضان. أما التجار فهذا هو موسم التجارة الحقيقية مع الله في مضاعفة الأرباح، فليغتنم كل منا الفرصة كيفما شاء.