التهبت مفاصل السياحة في الطائف بشكل كبير وبدأت الأصوات تتعالى بمقاطعة مهرجانها الصيفي بعد أن تسببت أزمات المياه الخانقة في قضاء أعداد كبيرة من سكان المدينة جل أوقاتهم داخل الأشياب ومطاردة وايتات المياه، فيما اضطرت الشقق المفروشة والفنادق بدورها إلى رفع أسعارها لمقابلة الخسائر المتوقعة نظرا إلى قلة الطلب، إضافة إلى ارتفاع فاتورة الحصول على المياه. وذكرت عدد من الأسر الطائفية أن أزمة المياه التي تضرب الطائف منذ أربعة أيام كشفت هشاشة الوعود السابقة بحل هذه الأزمة حلا جذريا بعد أن أهدر «دمها» بين عدة أسباب منها المجهول ومنها غير المقبول كانفجار أنابيب المياه نظرا لشدة الضخ، على الرغم من المشاريع المعلنة بملايين الريالات لمعالجة المشكلة، إلا أن الأمور تمضي كما هي. وقال عدد من أفراد تلك الأسر ل«شمس» إنه من الطبيعي في ظل هذا الواقع أن تكون هناك مقاطعة للمهرجانات الترويجية التي من المتوقع أن ترفع أسعارها هي الأخرى، تماما كالمقاطعة الأخيرة لمنتجات الألبان التي آتت أكلها. فيما ذكر بعضهم أنهم سيغادرون إما إلى جدة أو أبها لإكمال إجازتهم الصيفية فيها وإراحة رؤوسهم من هذا الصداع المتكرر، على حد وصفهم. وذكر أبو نادر أن المواطن اليوم أصبح أكثر وعيا وإدراكا لحقوقه، فإقامة المهرجانات عملية اقتصادية تحكمها العديد من العوامل وهذا أمر مفهوم لكن ليس بهذا القدر من التحامل على جيوبهم كما قال. مضيفا أن مهرجان الطائف نفسه لم يعد يرضي طموحاتهم فبرامجه في الغالب مكررة وغالبا ما تقام في الأسواق حتى يجبر الزوار على التبضع منها. أما نواف عجمي وفيصل عبدالله وسعود الروقي فأشاروا إلى قضائهم يومي الخميس والجمعة الماضيين دون أي قطرة ماء في خزانات منازلهم ما اضطرهم للاصطفاف كل صباح أمام دورات مياه المساجد للوضوء والاستحمام بينما يذهب أفراد أسرهم إلى منازل أقاربهم المحظوظين بتوفر المياه عندهم. «اضطررنا، أمس، لشراء صهاريج مياه ب500 ريال». من جانب آخر اعتبر بعض زوار المدينة أن الأوضاع غير مشجعة على بقائهم أكثر مما بقوا بعد أن استنزفوا ماليا وبشكل كبير نظرا إلى ارتفاع إيجار الوحدات السكنية بسبب أزمة المياه. وقال فهد العتيبي «من الرياض» إنه فوجئ بمسؤول الشقة المفروشة التي يقيم فيها قبل يومين يقرع جرس بابه صباحا ليبلغه بأنه مضطر لرفع الإيجار من 200 ريال لليوم الواحد إلى 300 ريال مبررا له الأمر بارتفاع أسعار صهاريج المياه بشكل جنوني حتى يتفادى أي خسارة كما حدث له في أعوام سابقة. وأضاف أنه قرر ترك المدينة والانتقال إلى جدة «إذا أرادت الطائف أن تجذب زوارا لمهرجانها وأن يقيموا في دورها السكنية ويدفعوا في مقابل فعالياتها الترفيهية فعليها أن تجد حلا لأزمة المياه». أما فيصل الحوسني «من سلطنة عمان» فذكر أنه سينأى بنفسه وأسرته بعديا عن هذا الصداع الذي يطل عليهم باستمرار كل عام في الطائف «سأذهب إلى أبها ومنها إلى بلادي فقد أنفقنا نصف موازنة الإجازة خلال أسبوع واحد في الطائف فأسعار الشقق خيالية والكل يلقي باللائمة على أزمة المياه». إلى ذلك ذكر مصدر بإدارة المياه في الطائف ل«شمس» أن سبب هذه الأزمة هو انفجار أنابيب المياه القادمة من محطة الشعبية 3 إلى الأشياب والخزان الرئيس بالمثناة .