أغلقت اشياب الحوية أمس ابوابها في وجوه طالبي المياه من السكان والزوار، معلنة عدم وجود أية قطره ماء، نتيجة انكسار ماسورة الخط الناقل بالقرب من اسكان الحرس الوطني.. فيما وصلت اسعار الصهريج في السوق السوداء الى 600 ريال للصهريج الواحد، فضلا عن لجوء عدد من الاهالي الى مياه الآبار المالحة كحل مؤقت وسريع. وعاد الاهالي يجرجرون اذيال الخيبة وقد انهكهم العطش، فيما ظل عدد من طالبي المياه يترددون على الأشياب يحدوهم الأمل في انفراج سريع وألسنتهم تلهج بالدعاء لل أن يعجل بالقضاء على أزمة المياه الضاربة بجذورها في الطائف منذ عشرات السنين، بالرغم من الوعود المتكررة من قبل عدد من المسؤولين، مشددين على أنه لا يمكن ان يطلق على الطائف (مدينة الورد رائدة السياحة) وهي تعاني نقصا حادا في المياه. «عكاظ» وقفت في جولاتها على فرق الصيانة التابعة لشركة المياه الوطنية التي يقودها المهندس جار الله الحارثي، وتابعت عمليات إصلاح ماسورة الخط الناقل، وشاهدت العمال وهم يعملون تحت لهيب الشمس الحارقة لاستبدال الجزء التالف بجزء آخر جديد. ولم يكن امام الأهالي سوى اللجوء إلى دورات المساجد لقضاء حوائجهم والاستحمام، سيما ان الاشياب اغلقت ابوابها منذ ساعات الصباح الباكر. وقال فارس العتيبي، انه لجأ إلى إحدى دورات المساجد للغسل في ظل عدم وجود أية قطرة ماء في منزله. وأضاف «ذهبت منذ الصباح الباكر إلى الأشياب، وعند وصولي وجدتها مغلقة، فعدت خالي الوفاض كغيري». ويشير ناصر العتيبي إلى أنهم حصلوا على صهريجين من السوق السوداء ب600 ريال، في سبيل الحصول على الماء، مشيرا الى انه ومجموعة من المواطنين ظلوا لساعات طويلة في انتظار دفع الماء الى الاشياب، ولكن لا فائدة. وقال ان منازلهم تغص بالاطفال والنساء الذين لا يستطيعون الخروج الى دورات المساجد، وإن الحاجة الى الماء باتت ملحه جدا، مطالبا المسؤولين بتدارك الازمة الخانقة. ورصدت «عكاظ» عددا من السياح والمستأجرين في الشقق المفروشة بالحوية وأحياء في الطائف لدى خروجهم من مدينة السياحة الأولى، معللين ذلك بأنهم لا يستطيعون البقاء في ظل انعدام المياه من المدينة تماما، وأعلنوا هروبهم من أزمة مياه الطائف الى جدة، ومنهم من غادر الى ابها. من جهته، ارجع ل«عكاظ» المهندس محمد خوجة مدير وحدة مياه الطائف بالشركة الوطنية، إغلاق اشياب الحوية إلى انكسار الخط الناقل للمياه الى الحوية والسيل، موضحا ان العمل لا يزال جاريا وأمامهم نحو ست ساعات لإعادة المياه الى المدينة، مبينا انه تم تخصيص صهاريج لأهالي الحوية في اشياب المثناة. وأضاف خوجة ان تدشين الخزان الرئيسي للحوية سيكون بحول الله، اعتبارا من بداية شهر شعبان، لافتا إلى أن ذلك سيغطي احتياج المنطقه لعدة ايام. وعن الأسباب التي أدت إلى انكسار الماسورة أوضح خوجة أن السبب قوة اندفاع المياه، مؤكدا أن ذلك طبيعي ودائما ما يحدث.