افتتح رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج، أمس، القمة ال17 للاتحاد الإفريقي في العاصمة مالابو. وتطغى الأزمة الليبية على القمة في الوقت الذي تواجه فيه المنظمة القارية صعوبة في توحيد موقفها حيال العقيد معمر القذافي الذي كان من أكبر مموليها. «يجب أن يرحل القذافي. لا أحد يجرؤ على قول ذلك لأنه كان يمول أكثر من رئيس واحد»، على حد تعبير عضو في أحد الوفود. وتوالت الاجتماعات حول ليبيا في مالابو بحضور وفد حكومي يقوده وزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي، ووفد آخر يمثل المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين. ورغم أن الوفد الأخير لن يحضر الجلسات العامة، إلا أنه سيتاح له إجراء اتصالات. وتتعلق الملفات الساخنة الأخرى التي سيتطرق إليها رؤساء الدول بالوضع في السودان والصومال وتمويل الاتحاد الإفريقي. وستدرس القمة التقرير الذي أعدته لجنة الوسطاء المؤلفة من رؤساء جنوب إفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا والذي يتضمن اقتراحات من أجل حل سلمي للأزمة الليبية يستند إلى خارطة الطريق التي أقرها الاتحاد الإفريقي، 10 مارس الماضي. وتركز هذه الخارطة على وقف لإطلاق النار وعملية انتقالية «يتم التفاهم عليها» و«إصلاحات تلبي التطلعات المشروعة للشعب الليبي إلى الديمقراطية والحكم العادل ودولة القانون». وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينج ذكر في وقت سابق أن «لا عودة» عن خارطة الطريق التي أقرها الاتحاد. وبفضل عائداتها النفطية، تمكنت غينيا من تشييد المجمع الذي يستضيف القمة في ضواحي العاصمة ويضم مركزي مؤتمرات وفندقا فخما وشاطئا اصطناعيا وملعبا للجولف ومركزا صحيا و52 فيلا مخصصة لرؤساء الدول والوفود التي ترافقهم. من جهة أخرى أكد الوزير الليبي لشؤون الاتحاد الإفريقي جمعة إبراهيم عامر في مالابو عشية القمة أن بلاده تنتظر دعما من الاتحاد. وأضاف «جئنا ليدعم الرؤساء موقفنا وليكون الموقف الإفريقي قويا. كما تعلمون، الموقف الإفريقي واضح ويختصر في خارطة الطريق التي وافقت عليها ليبيا. وخارطة الطريق هذه مرحلة مهمة في الحل السلمي للنزاع الليبي، ولكن ينبغي وقف قصف حلف الأطلسي ودول التحالف ومن يستهدفون المواقع المدنية والمدارس والمستشفيات وجميع المدنيين». وذكر عامر أيضا أن ليبيا لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق القذافي. وفي المقابل، أعلن ممثل عن الثوار الليبيين أن «الجميع في القمة الإفريقية متفقون على رحيل القذافي». وصرح منسق المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا منصور سيف النصر أن «البعض يقول ذلك علنا والبعض لا»، في إشارة إلى قادة دول الاتحاد الإفريقي. ميدانيا، اندلع حريق في وقت مبكر، فجر أمس، في مخزن للسلاح والذخائر تابع للثوار الليبيين قرب بنغازي معقل هؤلاء بشرق ليبيا، ما تسبب في انفجارات متتالية، وفق ما أفاد صحفيون. ونفت مصادر طبية في المكان وقوع إصابات جراء الحريق في هذا المخزن الواقع في الرجمة، على بعد 30 كلم شرق بنغازي. وحاولت سيارات الإطفاء إخماد النيران التي لم تعرف أسبابها حتى الآن. وأفاد سكان بأن الموقع يحوي 48 مخزنا تحت الأرض تضم عشرات من الدبابات السوفيتية الصنع إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الخفيفة .