اعلن ممثل عن الثوار الليبيين على هامش قمة الاتحاد الافريقي في مالابو ان "الجميع في القمة الافريقية متفقون على رحيل القذافي". وصرح منصور سيف النصر منسق المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا ان "الجميع متفقون على رحيل القذافي. البعض يقول ذلك علنا والبعض لا"، في اشارة الى قادة دول الاتحاد الافريقي. واوضح سيف النصر الذي وصل أمس الأول الى مالابو مع ممثلين اثنين عن المجلس الوطني الانتقالي من بينهم عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية السابق "نحن نامل بالطبع في الحصول على دعم من الاتحاد الافريقي. وخارطة الطريق جيدة اذا تم تعديلها". واضاف سيف النصر في قاعة المؤتمرات قبل افتتاح القمة انه التقى مع وزراء من النيجر ومالي وتشاد وموريتانيا. وقال "فكرتنا هي الاجتماع الى اكبر عدد ممكن من الوفود". واوضح "لا اعلم اذا كنت ساتمكن من المشاركة في النقاشات الاخرى"، خصوصا في الاجتماع المغلق لرؤساء الدول. وافتتحت القمة ال17 للاتحاد الافريقي الخميس في عاصمة غينيا الاستوائية ومن المفترض ان تكون الازمة في ليبيا محور النقاشات بين رؤساء الدول. من ناحية أخرى، يرى خبراء ان الثوار الليبيين غير جاهزين لحكم ليبيا في حال سقوط نظام العقيد معمر القذافي الذي هيمن على مقدرات البلاد لمدة 42 عاما. وهيمن القذافي منذ توليه الحكم اثر انقلاب في العام 1969، على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد. واربعة من اصل خمسة ليبيين لا يعرفون سوى حكم القذافي. لكن وبعد الغارات الجوية للتحالف الدولي التي بدات في 17 مارس والتقدم البطيء للثوار نحو طرابلس، تبدو نهاية حكم القذافي واردة. لكن العديد من الدبلوماسيين والمراقبين يتساءلون عما سيؤول اليه مصير ليبيا بعد القذافي خصوصا بالقياس الى الفوضى في العراق بعد سقوط صدام حسين وفي افغانستان بعد طالبان. وفي حال سقوط الحكم، يرى هؤلاء ان المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار ليس مستعدا بشكل كاف لتولي الحكم على الرغم من التقدم الملحوظ الذي حققه في غضون اربعة اشهر. وصرح دبلوماسي اوروبي رفض الكشف عن هويته "انهم يحرزون تقدما"، لكن "لا يزال امامهم الكثير اذ ليس لديهم المقدرات والموارد الضرورية". وتبدو التحديات التي يواجهها المجلس الانتقالي جلية في سير الاعمال اليومية ففرق الامن المؤلفة من متطوعين تصل متاخرة لضمان امن المسؤولين الاجانب كما ان تصريحات اعضاء المجلس غالبا ما تاتي متناقضة. كما ان تراتبية القيادة لا تتمتع بالشفافية والانقسامات بين الاعضاء السابقين للنظام والمعارضة التي تستبعد اي حوار مع الزعيم الليبي باتت مكشوفة. واعتبر منصور الكيخيا خبير الشؤون السياسية الليبي المقيم في الولاياتالمتحدة "انهم مجموعة من الهواة والمحامين والطموحين". واضاف "لا اعتقد انهم قادرون على تولي الحكم اليوم". وعلاوة عن عدم تمتع اعضاء المجلس الانتقالي بالخبرة، فهو ايضا سيرث وضعا اسوا مما كان عليه العراق عند الاطاحة بنظام صدام حسين. واشار الكيخيا الى ان القبلية والتوتر بين المتدينين والعلمانيين وهي امور بدات تظهر في شرق البلاد الذي يسيطر عليه الثوار، انما هي اكثر وضوحا في المنطقة الغربية من طرابلس.