انقسمت الأوساط الرياضية السعودية حول المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي اتفقت معه إدارة شؤون المنتخبات السعودية على قيادة تدريبات المنتخب السعودي لكرة القدم والذي ينتظر الإعلان عنه بصفة رسمية في عقد يمتد حتى نهائيات كأس العالم 2014. وذهبت الغالبية العظمى إلى أن ريكارد مدرب شاب وسبق له تحقيق العديد من الإنجازات خاصة مع فريق برشلونة الإسباني الذي قاده لتحقيق العديد من البطولات على مختلف الصعد. وعرف ريكارد النجاح لاعبا ومدربا، حيث كان واحدا من أهم ركائز اياكس الهولندي في عصره الذهبي بداية الثمانينيات محققا معه بطولة الدوري في ثلاث مناسبات وأضاف لها كأس هولندا في مناسبتين، قبل أن يواصل رحلة النجاح مع ميلان الإيطالي حيث لعب برفقة مواطنه فان باستن، وحقق لقب الدوري الإيطالي مرتين وأضاف إلى رصيده ستة ألقاب أوروبية متمثلة في كأس الاتحاد الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي وجميعها حققها في مناسبتين. واستطاع ريكارد قبل أن ينهي مشواره الكروي نيل دوري أبطال أوروبا مع ناديه السابق اياكس عام 1995. ولم تكن بداية ريكارد في مجال التدريب مميزة، حيث ترأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده بعد استقالة جوس هيدينك في 1998، ولم يحقق أي إنجاز يذكر في العامين اللذين قضاهما في مهمته، ليبدأ تجربة جديدة مع فريق سبارتا روتردام ليواجه الفشل مجددا حيث هبط برفقة الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الثانية. وغامر فريق برشلونة في موسم 2003/2004 بقراره في تعيين ريكارد مدربا للفريق، إلا أن خطوته آتت ثمارها مبكرا، بعدما نجح المدرب الهولندي في أول مواسمه في تحسين نتائج الفريق وإيصاله إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني. وفي موسم 2004/2005 حقق ريكارد لقب الدوري الإسباني مع برشلونة ونجح في الموسم الذي يليه في المحافظة على اللقب، وزاد على ذلك ظفره بلقب دوري أبطال أوروبا، وكان المدرب الذي أشرف على البرازيلي رونالدينيو في أوج تألقه. وبدأت نتائج ريكارد مع برشلونة في التراجع عقب ثلاث سنوات ناجحة، حيث شهدت سنته الرابعة غيابا تاما عن تحقيق الألقاب، وفي موسمه الخامس زادت نتائج الفريق سوءا باحتلاله المركز الثالث في جدول الترتيب، لتتم إقالته من منصبه. ولم تلتفت أكبر المنتخبات والأندية إلى ريكارد وبقي عاطلا عن العمل لمدة عام كامل، لتلوح له الفرصة مجددا لإثبات قدراته عبر بوابة غلطة سراي التركي الذي تعاقد معه في 2009، وحاول ريكارد جاهدا تحقيق النجاح مع فريقه الجديد إلا أن فوزه في 35 مباراة من أصل 55 مباراة قاد بها الفريق لم تكن كافية لتتويجه بأي لقب، ليتم بعد ذلك فسخ عقده بالتراضي مع النادي في أكتوبر2010. وستكون مهمة تدريب منتخب المملكة هي الأولى له منذ تركه فريقه التركي. وبعيدا عن مسيرته مع الألقاب لاعبا ومدربا، عرف ريكارد بنهجه الهجومي، متأثرا بمدرسة مواطنه يوهان كرويف، ويفضل أن يبني هجماته من الأطراف، باللعب بجناحين ومهاجم منتهجا الرسم التكتيكي 4/3/3 الذي يتحول في الحالة الدفاعية إلى 4/5/1. ويعاب على ريكارد صعوبة تغيير قناعاته الشخصية، علاوة على ثباته على تشكيل وطريقة لعب محددة، وكان لذلك الأمر دور في تراجع نتائجه مع برشلونة، خصوصا أن طريقته باتت مكشوفة لدى الخصوم عقب استمراره عليها على مدار ثلاث سنوات، ورغم بقائه مع برشلونة سنتين أخريين إلا أنه عجز تماما عن إيجاد خطة بديلة لها تضاهيها من ناحية القوة. ويتميز ريكارد في جانب التحضير النفسي وقربه دائما من اللاعبين، بالإضافة إلى قدرته على استخراج أفضل ما لديهم، بدليل ما كان يقدمه رونالدينيو وليونيل ميسي وصامويل إيتو وأندرسون ديكو معه في برشلونة واختفاء بريقهم بشكل واضح عقب خروجه باستثناء ميسي الذي واصل طريق النجاح مع المدرب الحالي جوسيب جوارديولا. وكانت الفترة من 2004 وحتى 2007 الأميز للمدرب الهولندي على الإطلاق حيث حقق فيها لقبين للدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا واختير أفضل مدرب في بطولة دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، وأفضل مدرب حسب الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ في 2006، ونال جائزة أفضل مدرب في الدوري الإسباني مرتين