من شاهد منكم برنامج «مساء الرياضية» على القناة السعودية الرياضية يوم الجمعة الماضي عقب نهائي كأس الأبطال.. لا يمكن أن يخرج بانطباع جيد على الإطلاق.. ليس على المستوى الفني فحسب بل على مستوى الإعداد ومحتوى الحلقة بكاملها.. ولا أدري حقيقة كيف أرتب أفكاري من هول ما شاهدت من عمل بدائي لا يمكن أن تلمس فيه أي محاولة إبداعية متقدمة.. ويبدو لي أن الذين أظهروا هذه الحلقة لا ناقة لهم ولا جمل في إخراج حلقة تليفزيونية مقبولة.. فمن الناحية الفنية.. كان الصوت متدنيا بطريقة مضحكة.. حتى إن معظم أحاديث الضيوف لم تكن مسموعة للمشاهدين.. ناهيك عن المداخلات الهاتفية التي لم نسمع لها صوتا.. و«اللوكيشن» الذي لا يدل على أي ذائقة أو رؤية إخراجية.. و«الاستاندات» الدعائية لأحد الفنادق التي جاءت خلف الضيوف مقابل استضافة البرنامج وكأن «عروس البحر» لا يوجد بها مكان مفتوح يستحق الارتماء بين أحضانه.. وإذا كانت تدار الأمور الإعلانية في القناة الرياضية بهذا الشكل.. فهي كارثة حقيقية لا تدل إلا على العشوائية والتخبط.. كل ذلك لا يعتبر شيئا مستغربا على قناتنا التي يلقبها البعض ب«......» على خلفية أخطاء بدائية مثل تلك التي شاهدناها يوم الجمعة.. أما من ناحية الإعداد والمحتوى فحدث ولا حرج.. فالنقاش الذي سمعناه على الأقل دار بطريقة فوضوية وغير مرتبة.. لا تسمن ولا تغني من جوع.. لكنني سأدع كل تلك الفوضى وأريد أن أتساءل عن دور القناة الرياضية في تكريس المناطقية في مثل هذه المناسبات الرياضية التي يترقبها جميع أبناء هذا الوطن الممتد.. فهي مازالت تعمل وفق نظرية قديمة عفا عليها الزمن.. وهي استضافة ضيوف من جدة عندما يكون النهائي بين أرجائها.. ومن الرياض عندما تكون المناسبة في العاصمة.. والحال ذاته مع المنطقة الشرقية.. وهكذا.. وهذا مبدأ خاطئ يجب أن يتم التنبه له.. لأنه لا يمكن أن يفرز إلا المزيد من العقليات المشحونة أمثال «طارق الحبيب وربعه».. وليتنا ندرك حقا دور الإعلام وخاصة الرياضي في تعزيز القيم الوطنية الحقة التي يستلهم منها شبابنا روح الانتماء الحقيقي لهذا الأرض الغالية..!