شهدت الساحة اليمنية تطورات جديدة على الصعيدين السياسي والميداني، أمس، حيث نشط التحرك الأمريكي الساعي لإحداث اختراق في الأزمة الناشبة بين شباب الثورة والمعارضة من جهة والنظام الحاكم من جهة أخرى. ودارت نقاشات في صنعاء أثناء لقاء مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي والمعارضة والحزب الحاكم حول إمكانية تعديل بعض بنود المبادرة الخليجية بالتوافق بين الجانبين. وتتيح البنود الجديدة، حسب موقع الجزيرة نت، الفرصة للقائم بأعمال الرئيس إدارة المرحلة الانتقالية حتى عام 2013 بدلا من شهرين، كما ينص الدستور اليمني في ظل غياب الرئيس. دعا مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان من صنعاء، أمس، إلى «انتقال فوري وسلمي» للسلطة باليمن في ظل استمرار غياب الرئيس علي عبدالله صالح عن البلاد للعلاج. وقال فيلتمان خلال لقاء مع الصحفيين بالسفارة الأمريكية في صنعاء: «نرى أن انتقالا فوريا سلميا ومنظما للسلطة يصب في مصلحة الشعب اليمني وندعو جميع الأطراف إلى الدخول في حوار». وذكر فيلتمان أنه أثار هذا الموضوع مع نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يمارس بموجب الدستور صلاحيات الرئيس في غيابه، وكذلك مع ممثلي المعارضة البرلمانية وممثلين عن الشباب المحتجين، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال وشخصيات من المجتمع المدني. وتأتي التصريحات الأمريكية فيما يتابع الشباب المحتجون والمعارضة الضغوط على نائب الرئيس من أجل تشكيل مجلس انتقالي وطي صفحة صالح الذي نقل إلى الرياض في الرابع من يونيو غداة إصابته في هجوم استهدفه بمسجد القصر الرئاسي، وهو متوار عن الأنظار منذ ذلك التاريخ وسط تكهنات متضاربة حول وضعه الصحي وعودته المفترضة إلى اليمن. وتوقعت مصادر عدم عودته قريبا. وأكد دبلوماسي غربي أن الرئيس صالح استهدف بعبوة ناسفة زرعت داخل المسجد الرئاسي وليس بقذيفة من الخارج، كما أنه تم تفكيك عدة عبوات لم تنفجر داخل المسجد وخارجه. من جهة أخرى، لا يزال الوضع في جنوب اليمن مضطربا وسط أنباء عن اشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، وسط حديث عن وصول تعزيزات للمسلحين بجعار وتراجع الجيش في مناطق الاشتباكات، وتمرد لواء في المنطقة العسكرية الجنوبية، حسب موقع الجزيرة نت. وشهدت مدينة جعار والمناطق المجاورة لها في محافظة أبين هدوءا نسبيا في حدة المواجهات بين الجيش والمسلحين الذين شوهدوا بأسلحتهم على متن 12 سيارة قادمين من محافظة شبوة للمساندة. من جانب آخر رفض قائد اللواء 39 مشاة وعشرات الجنود بمعسكر بدر - أحد أهم معسكرات الجيش في مدينة عدن- الانصياع لتوجيهات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي، مقولة بخصوص مشاركة اللواء في المواجهات التي تشهدها محافظة أبين بين قوات الجيش وعناصر مسلحة من «أنصار الشريعة». وقالت المصادر إن جنود اللواء 39 أعلنوا تمردهم عن القيادة العسكرية الجنوبية وأحرقوا الإطارات في ساحة المعسكر وأعلنوا تضامنهم مع قائد اللواء الجرباني .