أجرى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان محادثات، أمس، مع نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي يؤدي مهام الرئيس. وأجرى محادثات أيضا مع أحمد علي عبدالله صالح، ابن الرئيس الذي كان يعتقد على نطاق واسع أنه سيتولى الرئاسة قبل أن تتفجر الاحتجاجات الأخيرة. وتركزت المحادثات على «الموقف في اليمن وقضية نقل السلطة» من الرئيس إلى نائبه. كما جرت لقاءات أخرى في ظل غياب الرئيس علي عبدالله صالح، وذلك «من أجل أن يمارس نائب الرئيس صلاحيات الرئيس بشكل كامل». جرى خلال اللقاء مع المسؤول الأمريكي الكبير استعراض تطورات الأحداث على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار عقب المواجهات التي شهدتها العاصمة صنعاء ومدن أخرى. وأشار عبدربه إلى الاتصالات والمشاورات التي تجرى على مختلف الصعد لتطبيع الحياة في البلاد. بدوره نوه فيلتمان بالجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة اليمن. وكان نائب الرئيس عقد اجتماعا مشتركا مع قائد القوات المنشقة اللواء علي محسن الأحمر وزعيم قبائل حاشد صادق الأحمر، أمس الأول، حسب مصدر مقرب من الأحمر. وذكر المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية أن القيادي البارز في المعارضة حميد الأحمر شارك في الاجتماع الذي تطرق إلى «آلية نقل السلطة» في اليمن في ظل غياب الرئيس صالح، وذلك «من أجل أن يمارس نائب الرئيس صلاحيات الرئيس بشكل كامل». ويتولى هادي -حسب الدستور- صلاحيات الرئيس في غيابه، إلا أنه لم يصدر أي تكليف رسمي له بتولي هذه المهام، فيما تتهم المعارضة أبناء الرئيس وأقاربه بأنهم هم من يمسكون في الواقع بزمام الأمور في البلاد. وبحسب المصدر أكد الثلاثة لعبدربه «دعمهم الكامل وعلى الأخص لاتخاذ الإجراءات الكاملة لضمان الأمن وعودة الخدمات»، في إشارة إلى معالجة أزمة المحروقات والكهرباء في صنعاء وباقي أنحاء اليمن. ويأتي ذلك فيما يتابع الشباب المحتجون والمعارضة الضغوط على نائب الرئيس من أجل تشكيل مجلس انتقالي. من جهة أخرى، نفت الإدارة الأمريكية علمها بتقارير عن عودة الرئيس صالح إلى صنعاء، غدا، بعد تأكيد مصادر يمنية مسؤولة بأنه سيعود إلى البلاد بعد رحلة علاج في السعودية من جراح أصيب بها في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي، مطلع يونيو الجاري. «سواء بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا لا يزال قائما كما هو: عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديموقراطية وتقدما»، حسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند. وتشهد اليمن اضطرابات شديدة، حيث يطالب الشباب المعتصون في صنعاء بتنحيه، تطورت أخيرا إلى مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومسلحين موالين لقبائل معارضة للنظام، فيما استولت مليشيات متشددة على بعض المدن اليمنية. وأدت حالة العنف إلى نزوح ما يقرب من 45 ألف شخص في جنوب البلاد، وفق تقديرات مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. على صعيد آخر، فر العشرات من عناصر تنظيم القاعدة من سجن بجنوب اليمن بعد هجوم على المجمع. وقال مسؤول أمني إن جنديا قتل وأصيب اثنان عندما فتح مسلحون النار على سجن المناورة بمدينة المكلا الساحلية الجنوبية. «فتح المتشددون النار عند بوابة السجن وتبادلوا إطلاق النيران مع الحراس فأصابوا اثنين وقتلوا واحدا» مضيفا أن 62 سجينا فروا. وتابع إن جميع المسجونين يمنيون اعتقل أغلبهم لدى عودتهم من العراق حيث حاربوا في صفوف المقاتلين هناك .