يبدو للكثيرين أن أعمال الجمعيات الخيرية تتركز وتختص كثيرا بتقديم المساعدات المادية والعينية للأسر المحتاجة، خصوصا في مواسم الأزمات، غير أن هذه النظرة بدأت تتغير بعد أن قرر المستودع الخيري بجدة انتهاج أسلوب جديد في تقديم المساعدات، مقدما فكرة فريدة من نوعها ليسلك مسلكا آخر في إعانة الأسر المحتاجة، وذلك بتوظيف مجموعة من الفتيات في مهن وأعمال يدوية بغرض فتح باب جديد من أبواب الرزق على هذه الأسر، من غير الحاجة إلى إعانات مادية من أي جمعية أخرى مستقبلا. وحرص المستودع الخيري على تدريب نحو 500 فتاة من الأسر المحتاجة على الأعمال المنزلية بالشراكة بين المستودع الخيري مع إحدى الشركات الوطنية بتأهيل الفتيات في الأعمال اليدوية وتدريبهن على هذه المهن ليتسنى لهن العمل عن بعد في مجال تجهيز وتنسيق الورود. وأوضح المدير العام للمستودع الخيري بجدة فيصل بن عبدالرحمن الحميد أن المشروع جاء ضمن المشاريع التي يقدمها المستودع في برنامج تأهيل الأسر الفقيرة التي يكفلها المستودع الخيري لإخراجها من دائرة الفقر وهي محور من محاور المستودع الخيري لمعالجة الفقر. وأشار الحميد إلى أن الخطوة محاولة لمساعدة 500 امرأة سعودية ممن يكفلهن المستودع لتوظيفهن في إحدى الوظائف التي تعود عليهن بالعائد المادي النافع من خلال دخل شهري متواصل يمكنهن من الاكتفاء الذاتي. وأكد أن «المشروع هو أول مشروع يستهدف المرأة بالنسبة للمستودع الخيري، وقد سبق أن قمنا بمشروع تدريب الشباب وتدريسهم في أكاديمية صحية ليتخرجوا منها إما متخصصي مختبرات أو أشعة أو تمريض، واستمرت هذه الخطوة لأكثر من ثلاث سنوات». وحول آلية عمل الفتيات في هذه المهن أوضح أن «طبيعة العمل ستكون عن بعد مع إحدى شركات الأدوات المنزلية، من خلال تصفيف الورود في السلال، كون الفتيات عندهن الذائقة الفنية أكثر، ويعملن من داخل بيوتهن، حيث توصل الشركة الورود إلى بيوتهن وتصفف هي الورود وفق نماذج معدة لها سلفا، ثم يأتي المندوب في الفترة المسائية لاستلام السلال الجاهزة للبيع». وأوضح المدير العام للمستودع الخيري أن الشركة المتعاونة حددت للفتيات ساعات عمل معينة كما تتعامل معهن بالمستهدف «المستهدف اليومي عشر سلال لليوم الواحد، وإذا زادت المرأة أكثر من المستهدف المطلوب تحصل على مكافأة إضافية، مشيرا إلى أن الراتب الذي تحصل عليه الفتاة 1500 ريال شهريا، إضافة إلى المكافآت حسب اجتهاد كل فتاة». ويعد مشروع سقيا الخير، المشروع الأول من نوعه في المملكة، حيث يستفيد من هذا المشروع وعلى مدار عام كامل أكثر من 30 ألف نسمة موزعين على ستة آلاف أسرة سعودية يكفلها المستودع الخيري بجدة، ويهدف المشروع إلى توزيع أكثر من 936 ألف عبوة مياه سعة 20 لترا، بتكلفة إجمالية بلغت أربعة ملايين و680 ألف ريال. ويأتي هذا المشروع الضخم بالشراكة ما بين المستودع الخيري بجدة ووقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية. وأكد المدير العام للمستودع الخيري أنه سيتم تنفيذ مشروع سقيا الخير بالتعاون مع شركة وطنية متخصصة في مجال تعبئة وتوزيع المياه، وستتم عملية التوزيع وفق آلية محددة تم إعدادها بشكل عملي ومدروس، استنادا لقاعدة البيانات الكبيرة التي يملكها المستودع للأسر المستحقة والمستفيدة من هذا المشروع، مشيرا إلى أن المشاريع والبرامج التي يقيمها المستودع الخيري تأتي بناء على دراسة وتحليل أوضاع الأسر الموجودة.