طرح بعض أعضاء جامعة الدول العربية مشروع قرار يقضي بتعليق مشاركة سورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع مؤسساتها، كما أفادت صحيفة «الأهرام» المصرية استنادا إلى مصادر مطلعة، أمس.. وذلك احتجاجا على استمرار أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها الجيش السوري وقوات الأمن ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير والإصلاح في سورية، أسوة بالقرار الذي اتخذه مجلس الجامعة ضد حكومة القذافي في ليبيا، وتفاديا لتدويل الوضع السوري من خلال مجلس الأمن. وأوضحت المصادر أن مجلس الجامعة يواجه خلافات حادة بين أعضائه حول هذا الموضوع، حيث تعارض الدول المحيطة بسورية مشروع القرار بقوة وشراسة خوفا من أن تؤدي هذه الخطوة إلي توسيع شقة الخلاف بين القوى السياسية في سورية، بشكل يعقد عملية التوصل إلى حل سلمي للأوضاع هناك، ما سيؤدي إلى أزمات وقلاقل في هذه الدول المحيطة، خاصة تلك التي لها تداخلات ديموجرافية مع سورية. بينما ذكرت مصادر أخرى أن بعض الدول العربية طلبت وقف أي تدخل للجامعة في أحداث سورية، حتى لا يؤثر ذلك في الوساطة التي تقوم بها تلك الدول لإنهاء الأزمة. من جانبه، وصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الوضع الحالي في سورية بأنه خطير للغاية، مؤكدا أنه محل قلق وغضب من كل الدول العربية، خاصة مع تزايد أعداد الضحايا من المدنيين. وأضاف أن هذا الوضع يشير إلى وجود اضطراب كبير، وكشف عن اتصالات ومشاورات عربية مكثفة لمتابعة ما يجري. وبلغ عدد السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8.538 شخصا، أمس، مع وصول قرابة ألفي لاجئ جديد عبروا الحدود خلال الليل، بحسب مصدر رسمي تركي. ويأتي معظم اللاجئين من بلدة جسر الشغور التي تبعد 40 كلم تقريبا عن تركيا والتي تشن فيها القوات السورية عملية واسعة «لملاحقة العناصر المسلحة». وتدخل الجيش السوري بقوة لاستعادة السيطرة على البلدة الواقعة شمال غرب البلاد ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، وذلك للقضاء على حركة احتجاج لا سابق لها ضد نظام بشار الأسد. ويقيم اللاجئون في أربعة مخيمات في محافظة هاتاي. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان صرح أن بلاده لن تغلق أبوابها أمام اللاجئين السوريين. وأكد نشطاء أن عشرات الدبابات وصلت إلى الجهة الشمالية لبلدة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب. ويخشى النشطاء من استعداد قوات الأمن لشن عملية موسعة في البلدة لقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام على غرار ما حدث في مناطق أخرى. وفي جسر الشغور المجاورة، أكد النشطاء أن المقبرة الجماعية التي أعلن التليفزيون اكتشافها في البلدة هي لمعتقلين من السكان وليسوا من عناصر الأمن. ونقلوا على «اليوتيوب» فيديو يظهر عنصرين إيرانيين يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع المعارضين للنظام السوري. وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 1.300 شخص قتلوا واعتقل أكثر من عشرة آلاف آخرين منذ بدء الاحتجاجات، مارس الماضي