أكد نشطاء سوريون امس أن عشرات الدبابات وصلت إلى الجهة الشمالية لبلدة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب شمال غربي سورية. ويخشى النشطاء من استعداد قوات الأمن لشن عملية موسعة في البلدة لقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام على غرار ما حدث مع عدد آخر من المناطق السورية. وفي جسر الشغور المجاورة ، أكد النشطاء أن المقبرة الجماعية التي أعلن التلفزيون السوري اكتشافها في البلدة هي لمعتقلين من السكان وليسوا من عناصر الأمن كما ذكر التلفزيون الرسمي. ونقل النشطاء على الإنترنت عن شاهد عيان القول إن "المقبرة الجماعية التي عرضها الإعلام السوري هي فعلا موجودة ولكن الشهداء هم من المعتقلين الذين كانوا محتجزين بمفرزة الأمن العسكري الذين تم تصفيتهم بأمر من رئيس المفرزة ورفض تسليم الجثث للأهالي .. وعندما علم بأن الأهالي سيعتصمون أمام المفرزة لمعرفة مصير أبنائهم المعتقلين قاموا بدفنهم بمقبرة جماعية بشعة في الساحة الترابية المجاورة للمفرزة". وأكد النشطاء صعوبة الحصول على أي معلومات من داخل البلدة نظرا للتعتيم الشديد الذي تفرضه السلطات ، فضلا عن قطع الاتصالات. وبدأت قوات الأمن قبل أيام عملية في جسر الشغور قالت إن الهدف منها هو "استعادة الامن" بعد مقتل 120 عنصرا بجهاز الامن على أيدي "تنظيمات مسلحة" الاسبوع الماضي. فتاة سورية تنتظر الاذن للدخول الى الجانب التركي قادمة من مدينة ادلب وتبدو المأساة على قسمات وجهها (ا ف ب) وتقول المعارضة إن القتلى هم من قوات الأمن الذين رفضوا الانصياع لأوامر إطلاق النار على المحتجين. إلى ذلك، نشر نشطاء سوريون على "اليوتيوب" فيديو يظهر عنصرين إيرانيين ناطقين بالعربية يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع المعارضين للنظام السوري. وذكرت قناة "العربية" أن تاريخ نشر الفيديو يرجع إلى الأحد الماضي ، ويشير العنوان إلى اعتقال "العنصرين الأمنيين الإيرانيين" في وقت سابق من هذا الشهر بمدينة حماة السورية التي تتواصل فيها المظاهرات المناوئة للنظام السوري ، ويعترف الشخصان اللذان يبدو أنهما في قبضة المحتجين السوريين بأن الأمن العسكري أرسلهما ، ويؤكدان قدومهما من إيران. وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 1300 شخص قتلوا واعتقل أكثر من 10 آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات التي تدعو للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار/مارس الماضي. في الشأن ذاته بلغ عدد السوريين الذين لجؤوا الى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8538 شخصا الثلاثاء مع وصول قرابة الفي لاجئ جديد، بحسب مصدر رسمي تركي. وصرح المصدر لوكالة فرانس برس ان "عدد السوريين في تركيا بلغ الثلاثاء 8538" شخصا، وان قرابة الفي لاجئ عبروا الحدود خلال الليل. ويأتي معظم اللاجئين من بلدة جسر الشغور التي تبعد 40 كلم تقريبا عن تركيا والتي تشن فيها القوات السورية عملية واسعة "لملاحقة العناصر المسلحة". ويقيم اللاجئون في اربعة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي. من جهة اخرى، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الى هاتاي لاجراء "تحقيق حول التجاوزات" في سوريا، كما علمت وكالة فرانس برس من احد اعضاء هذا الوفد الذي طلب عدم الكشف عن هويته. ومن المقرر ان تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا. ومنذ 15 اذار/مارس، قتل اكثر من 1200 معارض واعقتل 10 الاف في سوريا، كما تقول منظمات غير حكومية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صرح ان بلاده لن تغلق ابوابها امام اللاجئين السوريين. ونددت الولاياتالمتحدة ب "قوة" الاثنين باعمال العنف الجديدة التي شهدتها سوريا خلال نهاية الاسبوع، بحسب المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني. وصرح كارني "على الرئيس الاسد ان يبدأ حوارا سياسيا ولا بد من مرحلة انتقالية. واذا لم يقم الاسد بقيادة هذه الفترة الانتقالية فعليه التنحي".