لي صديق طيب القلب لكنه يتعاطى أمورا مريعة، مثل الدخان والخمور، ولا يتورع عن مواعدة وترقيم النساء، يكره المتدينين، وهو يصلي ويصوم، ومع أني من الملتزمين إلا أنه يرتاح إلي جدا، ويقص علي كل مشاكله، ويستشيرني في كثير من أموره، حاولت نصحه مباشرة وغير مباشرة، وأرى في وجهه في بعض الأحيان التأثر، وفي أحيان أخرى الرغبة في التهرب، لديه رفقة فاسدة جدا، حاولت إبعاده عنهم لكني فشلت تماما، تراودني أفكار في الابتعاد عنه، فلقد تعبت من نصحه وتوجيهه، وأحيانا أخرى أقول لا بد من المتابعة، هو الآن يريد السفر للخارج، اعترضت على سفره وهو مصر، فهل أقاطعه أم أستمر معه؟ إنه شعور طيب منك أن تكون حريصا على هداية صديقك، فأسأل الله أن يرزقك النجاح في هذا الأمر. أخي الكريم.. أوصيك بما يلي: 1 - أنت مكلف شرعا بالمناصحة، كما أنك مكلف شرعا بوقاية نفسك من مصاحبة المنحرفين، وحتى تجمع بين الأمرين أقول لك: «اترك المصاحبة ولا تترك المناصحة»، فبإمكانك أن تنسحب من مصاحبة هذا الأخ تدريجيا ودون مواجهة صريحة حتى لا تفقد قناة الاتصال والمناصحة، وتكون مناصحتك له بالوسائل الممكنة ومنها: لقاء للمناصحة تعده أنت، ويكون في أماكن مناسبة للنصح بعيدة عن احتمال وقوع الشر، أو الاتصال الهاتفي الذي يجمع بين التواصل الاجتماعي والنصح الشرعي، وربما رسائل الجوال تكون نافعة، او إعطاؤه الكتيبات والأشرطة المناسبة، واحرص على أشرطة التائبين، أو أخذه إلى صلاة الجنائز للمشاركة في الدفن أو التغسيل إن كان يرغب أو يوافق. 2 - أما بخصوص المقاطعة والهجر: فالمقاطعة والهجر نوعان: الأول: هجر للصديق من باب الفرار من مصاحبة المنحرفين ووقاية النفس من شرهم. والثاني: هجر للصديق من باب التأديب والعتاب ومحاولة الإصلاح. فالهجر الأول أدعوك إليه هنا وقاية لنفسك ودينك، ولكن بالطريقة التي ذكرتها أعلاه، وأما الهجر الثاني، وهو هجر الإصلاح والتأديب فإنه يستخدم إذا كان يؤثر في الصديق ويجعله يرتدع ويتوب، أما إذا كان لا يؤثر ولا يسبب توبة وهداية، بل قد يسبب زيادة في النفور والغواية فإنه لا يستخدم؛ لأن المصلحة الشرعية حينئذ لا تتحقق. أسأل الله أن يفتح عليك بما يكون سببا في هداية صديقك، كما أسأل الله أن يفتح قلبه لقبول الحق والعمل به. المجيب: عبدالله عبدالوهاب بن سردار مستشار اجتماعي