أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل، أمس، أنه كثف وتيرة عملياته العسكرية في ليبيا وفق التفويض المسند إليه من قبل مجلس الأمن الدولي ونفذ عددا من الضربات الجوهرية على مقدرات كتائب القذافي في العاصمة طرابلس وبشكل يحد من تعرضها للمدنيين الليبيين. واستهدفت طائرات الحلف مبنى الإذاعة الليبية في طرابلس، وألحقت أضرارا ببعض أقسامها. ولم يتسن ما إذا كان القصف أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. وكان التليفزيون الرسمي نقل عن شهود عيان بمنطقة البريقة، شرق طرابلس، القول إن طائرتين عموديتين تابعتين لحلف الأطلسي أصيبتا خلال القصف الأخير للمنطقة. وأكدوا أنهم شاهدوا الطائرتين يتصاعد منهما الدخان فوق البحر. وشهدت العاصمة احتجاجات محدودة مناهضة للقذافي، سرعان ما نجح أنصاره في تفريقها، وفق شهود عيان أكدوا أن معظم المتاجر مغلقة منذ شهر تقريبا، كما توقفت الدراسة في الجامعات خوفا من أن يقوم الطلاب بتنظيم احتجاجات ضد الحكومة، وأن سكان العاصمة لا يجدون وقودا لسياراتهم كما تعاني نقصا حادا في إمدادات الغاز وهي تعاني حالة شلل. ويعتمد الناس الآن بصورة كبيرة على الحافلات والدراجات البخارية في التنقل. ودخل مقاتلو المعارضة بلدة يفرن وطردوا القوات الموالية للقذافي في مؤشر على أن الضربات التي يشنها الحلف ربما تؤتي ثمارها. وظلت القوات تحاصر يفرن منذ أكثر من شهر مع تراجع إمدادات الغذاء ومياه الشرب والدواء. ولم يتضح ما إذا كانت موجودة في جنوب يفرن. وأكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عبدالإله الخطيب أنه لا يوجد أي توجه لتقسيم ليبيا على خلفية الأحداث الجارية فيها. وأضاف خلال ندوة في عمان بعنوان «مساعي الأممالمتحدة لحل الأزمة الليبية» أن المعارضة طرف في الأحداث الجارية على الساحة، ويجب التحدث معها وغيرها من شرائح المجتمع وتلبية خياراته، مؤكدا أن تغيير النظام هو خيار الشعب. ويتوقع أن يصل ميخائيل مرغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، اليوم، إلى بنغازي معقل الثوار الليبيين للقاء قادة المجلس الوطني الانتقالي، دون أن يزور طرابلس، بحسب المتحدثة باسمه. وأكدت أن مرغيلوف، ممثل الكرملين في إفريقيا سيلتقي رئيس المجلس الوطني مصطفى عبدالجليل ومساعده محمود جبريل ووزير الدفاع عمر الحريري. وأدى النزاع في ليبيا أيضا إلى وقف شبه تام للإنتاج النفطي وفي ارتفاع أسعار النفط. وستلقي هذه الأجواء بظلالها على الاجتماع الذي يعقده في فيينا، بعد غد، وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» من دون أن يؤثر ذلك في حصص الإنتاج بحسب محللين. يذكر أن عمليات التحالف الدولي في ليبيا بدأت في 19 مارس الماضي، وتسلم حلف الأطلسي قيادتها في 31 من الشهر ذاته .