أعلنت ليبيا أمس أنها أفرجت عن دفعة ثانية من 291 شاباً من «المغرر بهم» بناء على توصيات ملتقى لأعيان قبائل ليبية انعقد قبل نحو اسبوعين في طرابلس. وجاء ذلك في وقت استمرت المعارك بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي على أكثر من جبهة. وأوردت قناة «الجزيرة» الفضائية أمس أن الثوار تمكنوا من السيطرة على معبرين حدوديين لليبيا مع كل من تشاد والسودان، في جنوب وجنوب شرقي ليبيا. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» من طرابلس أن قوات القذافي كثّفت حملتها للسيطرة على أعالي السلسلة الجبلية في منطقة الجبل الغربي جنوب العاصمة الليبية واستهدفت أيضاً الطريق التي يسلكها كثير من المواطنين للفرار من القتال الدائر في المنطقة، ما أدى إلى إغلاق موقت لمعبر الذهيبة - وازن الحدودي مع تونس والذي بقي في يد الثوار. وأوضحت أن القتال تركّز حول مدينة يفرن، ونقلت عن مواطنين وثوار أن قوات القذافي استخدمت في قصفها صواريخ «غراد». وأوضح هؤلاء أن السكان المحاصرين منذ اسابيع يعانون نقصاً في الإمدادات الغذائية والطبية. وقال جابر نالوتي، وهو أحد المتطوعين لمساعدة سكان منطقة جبل نافوسة، إن الثوار فقدوا سبعة مقاتلين في المعارك ضد قوات القذافي. وسقطت بعض القذافي الليبية داخل الأراضي التونسية، ما أدى إلى تحليق للطائرات الحربية التونسية فوق المنطقة لكنها لم تطلق النار. وهددت تونس مساء الثلثاء بإحالة الموضوع على الأممالمتحدة في حال تكررت «الانتهاكات» الليبية لسيادتها. وعلى الجبهة الشرقية، خاص الثوار معارك دامت ساعات ضد مؤيدي القذافي قرب البريقة، بحسب ما قال الدكتور سليمان الرافدي الذي يعمل في مستشفى أجدابيا التي يسيطر عليها الثوار على بعد 80 كلم شرق البريقة التي يُعتقد بأن نجل القذافي المعتصم بالله يقود القوات الحكومية فيها. لكن صحيفة «برنيق» المعارضة قالت في نبأ على موقعها على الانترنت إن ضابطاً ليبياً أكد أنه شاهد المعتصم قتيلاً في البريقة قبل فترة وجيزة. ومعلوم أن القذافي فقد ابنه الأصغر سيف العرب بغارة لحلف الأطلسي (الناتو) على طرابلس الشهر الماضي. وقال الطبيب الرافدي ل»أسوشيتد برس» إن الثوار قتلوا 14 من قوات القذافي وأسروا 30 قرب البريقة، المدينة النفطية الواقعة جنوب شرقي أجدابيا. وقال الطبيب إنه عالج خمسة من الثوار المصابين. وأوضح الطبيب أن الثوار تلقوا مساعدة من قوات «الناتو» التي نفّذت غارات ودمّرت 8 آليات ثقيلة لقوات الزعيم الليبي. في غضون ذلك، نقلت وكالة «روترز» عن ناطق باسم الحكومة الليبية أن طرابلس أفرجت عن الصحافيين الاميركيين كلير غيليس وجيمس فولي والمصور الاسباني مانو برابو وصحافي آخر أمس الاربعاء. وسمحت السلطات للصحافيين الاربعة بالتحرك بحرية في فندق في العاصمة الليبية. وقال الناطق موسى ابراهيم ان بمقدورهم البقاء طرابلس والاستمرار في ممارسة عملهم الصحافي إن شاؤوا.