دخل مقاتلو المعارضة بلدة يفرن امس وطردوا القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في مؤشر على أن الضربات التي يشنها حلف شمال الأطلسي في المنطقة ربما تؤتي ثمارها. وتحاصر القوات الموالية للقذافي يفرن منذ أكثر من شهر مع تراجع إمدادات الغذاء ومياه الشرب والدواء. وقال يوسف بودلال مصور رويترز بعد دخوله البلدة من الشمال "المعارضون يقولون إنهم سيطروا على البلدة. نحن داخل البلدة ولا أثر لقوات القذافي." وتسيطر المعارضة على شرق ليبيا ومدينة مصراتة في غرب البلاد وسلسلة جبلية قرب الحدود مع تونس. ومنعت قوات القذافي الأفضل تجهيزا محاولات المعارضة للزحف نحو العاصمة. ولم يتضح ما إذا كانت القوات الموالية للقذافي مازالت موجودة في جنوب يفرن. ومضى بودلال يقول "أرى أعلام المعارضة.. رأينا ملصقات وصورا للقذافي ممزقة." ودمرت طائرات حربية بريطانية دبابتين وحاملتي جند مدرعتين في الثاني من يونيو/ حزيران في يفرن. وتعرضت البلدات بامتداد السلسلة الجبلية لهجوم من القوات الموالية للقذافي. وقال السكان الذين فروا من المنطقة إن يفرن واجهت بعضا من أشد المصاعب. ومن ناحية أخرى قال مصدران عسكريان من المعارضة الليبية إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت امس صواريخ على بلدة اجدابيا الواقعة بشرق ليبيا والتي تسيطر عليها المعارضة واندلعت اشتباكات على الطريق الرئيسي ناحية الغرب. وقال أحمد باني المتحدث باسم المعارضة "سقطت أربعة صواريخ غراد على اجدابيا ." ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك خسائر بشرية. وأضاف مصدر آخر من المعارضة المسلحة أن قتالا نشب عند نقطة تفتيش قرب خط المواجهة الممتد 18 كيلومترا خارج اجدابيا. وتقول حكومات غربية والمعارضة إن مزيجا من الضربات الجوية التي يشنها الحلف والعزلة الدبلوماسية والمعارضة الشعبية ستؤدي في نهاية الأمر إلى إنهاء حكم الزعيم الليبي. ويقول القذافي إنه لا يعتزم التنحي. وهو يصر على أن كل الليبيين يدعمونه باستثناء بعض "الجرذان" ومقاتلين من القاعدة ويقول إن تدخل الحلف جزء من خطة لسرقة الثروة النفطية لليبيا. وقرر حلف الأطلسي في الأسبوع الماضي تمديد العمليات في ليبيا لمدة 90 يوما أخرى أو حتى نهاية سبتمبر/ أيلول. وقال مسؤول كبير في الولاياتالمتحدة ببروكسل "سوف نفعل هذا حتى ننجح. التمديد تم لمدة تسعين يوما وإذا أردنا أن نمدد مرة أخرى فسوف نمددها مرة أخرى... لا نضع مهلة. ما ساهم به التمديد هو أنه أوضح أننا مستعدون لهذه العملية إلى النهاية." واتفقت مجموعة الاتصال بشأن ليبيا المكونة من دول غربية وعربية في مايو/ ايار على توفير ملايين الدولارات من المساعدات غير العسكرية لمساعدة المقاتلين على الإبقاء على الخدمات والاقتصاد. وقال مصدر دبلوماسي غربي إن دول المجموعة ستجتمع يوم الخميس في الإمارات العربية المتحدة لبحث خارطة طريق نقل السلطة وإصدار "إعلانات ملموسة". وتضم مجموعة الاتصال ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لديها حق النقض (الفيتو) وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى جانب إيطاليا وقطر والكويت والأردن. وتقف كل من قوات القذافي والمعارضة منذ أسابيع عاجزة عن السيطرة على الطريق بين اجدابيا وبلدة البريقة الواقعة تحت سيطرة قوات القذافي إلى الغرب من أجدابيا. الى ذلك ذكر شهود عيان امس أن طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) استهدفت مبنى الإذاعة الليبية في طرابلس امس. وأضاف الشهود أن القصف ألحق أضرارا ببعض أقسام الإذاعة. ولم يتسن حتى الآن معرفة ما إذا كان القصف قد أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. كان التلفزيون الليبي نقل في وقت سابق امس عن شهود عيان بمنطقة البريقة ، شرق طرابلس ، القول إن طائرتين عموديتين تابعتين لحلف الأطلسي أصيبتا خلال قصف البريقة ليلتي الخامس والسادس من حزيران/يونيو. وأكد شهود العيان أنهم شاهدوا الطائرتين وهما يتصاعد منهما الدخان فوق البحر.