نحن بحاجة لأجل المحافظة على إنسانيتنا والمضي قدما نحو تعزيزها والإصرار على اتباع متطلباتها إلى دروس في الإنسانية تجعل من الفرد عنصرا مفعما بالمشاعر النبيلة. فالاتجاه نحو مزيد من الأطر التي ترمي إليها الأخلاق الفاضلة يمثل وجها أساسيا يحض الإسلام عليه ويدعمه، ومن خلال هذه الأطر السماوية المصدر يمكن اعتبار الدين الإسلامي هو الوجه الأكثر إشراقا على الصعيد الإنساني، لكن هذا لا يتنافى مع وجود نماذج متعددة أخذت في غرس العديد من المثل والأفكار الإيجابية عن ذاتها مؤسسات كانت أو أفرادا وهي ربما لا تنتمي للدين الإسلامي؛ ما يعطي مؤشرا مهما للغاية وهو الخطأ الظني الكبير بأننا نحتكر كل شيء حسن وجميل في هذا الكون الفسيح وأن وجود مثل هؤلاء في عالمنا يمثل ضربا من الخيال؛ لذا من واجبنا باعتبارنا مسلمين أن نمارس معهم الحياة بالرقي الإنساني الأساسي. «ميسي» اللاعب الإنسان يمكن اعتباره أنموذجا يستحق أن تؤخذ أجزاء من تفاصيل حياته تجسد الحالة الإنسانية التي غابت عن ذهنية عدد من الرياضيين المسلمين للأسف الشديد؛ إذ أصبحت القيم المادية والركض خلف المال يمثلان الركن الأقوى في تصرفاتهم ففقدوا ميزة كان من المفترض ولو دينيا أن يتصفوا بها. كنت متعجبا للغاية مما قام به ميسي تجاه الشاب التونسي أنس رحمه الله الذي يشجع النصر السعودي على المستوى المحلي ونادي برشلونة على المستوى الدولي، لكن عجبي زال واضمحل عندما رأيت منظومة برشلونة النادي العريق ترسل للعالم رسالة غزيرة البيانات والأثر رغم أسطرها القصيرة وهي تقدم لاعبها بلال أبيدال ذا البشرة السمراء والمسلم ديانة ليتسلم الكأس الكبرى في العالم من حيث الأهمية والقوة على صعيد الأندية، وتذكرت حينها أن هذا النادي بالتحديد يدعم الإنسان بلا مقابل فهو منذ 4 أعوام يضع شعاراليونسيف على قمصانه وخروج ميسي بهذه العقلية التي نفتقدها بين أفراد مسلمين. في الأساس لا مبرر لحالة الاستغراب التي كنت متلبسا بها؛ فالمنظمة التي ينتمي لها منذ نعومة أظفاره تستحق أن يطلق عليها المنظمة الرياضية الأكثر إنسانية على مستوى العالم فهي صنعت نجما مليئا بالمشاعر الإنسانية والإمكانيات الفنية الفريدة وكم أتمنى أن يستفيد العرب والمسلمون من درس كهذا لصنع الفارق ولو على صعيد ضئيل.