بعد الفوز المستحق لبرشلونة على حساب مانشستر يونايتد 2 / 0 أمس الأول في نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يكن أبرز المتفائلين يتوقع أن يحقق بجوسيب جوارديولا مدرب البارسا الشاب (38 عاما) في عامه الأول ثلاثية تاريخية لم يتمكن من فعلها أي ناد إسباني، بعد أن تمكن من الجمع بين بطولتي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا إضافة إلى كأس إسبانيا. وكان لذلك الإنجاز طعم خاص بالنسبة إلى لاعبي النادي (الكتالوني)، وعلى رأسهم ليونيل ميسي الذي لم يتمكن من المشاركة في نهائي البطولة التي كسبها فريقه عام 2006 بسبب الإصابة، لكنه نجح في التعويض هذا الموسم، وقال: "لقد كنت محظوظا لأن الفرصة أُتيحت لي للمشاركة مجددا في نهائي بهذا الحجم، كنا واثقين بالفوز، وسيّرنا المباراة على الطريقة التي نريدها. جميع اللاعبين كانوا في قمة مستوياتهم، وليس أنا وحدي من قدم أداء طيبا في اللقاء". وإن كان هذا الإنجاز يعتبر ذا طعم مختلف لميسي عن بقية أفراد فريقه، فإن تيري هنري كان أكثر اللاعبين سعادة كونه حقق خلال مسيرته الكروية كافة الألقاب الممكنة مع منتخب بلاده فرنسا، وناديه السابق آرسنال، وكان السبب الأبرز لذهابه إلى برشلونة هو ربح دوري الأبطال وهو ما تحقق بعد معاناة دامت أكثر من ثماني سنوات. ولم يخف (الغزال الأسمر) سعادته بهذا النصر والتتويج الذي طال انتظاره بعدما ذكر: "سعيد بما حققناه. هذه البطولة كانت حلما صعب المنال. عندما كنت في آرسنال كنا نعاني كثيرا ونخرج من أدوار مبكرة عدا مرة واحدة وصلنا للمباراة النهائية. من أهم الأسباب التي جعلتني أنتقل إلى البارسا بطولة دوري الأبطال، وقد حققت المرجو، ومن الجميل أن تحقق كافة الألقاب الممكنة في مسيرتك الكروية". وكان أبرز الحاضرين في المقصورة الرئيسية للملعب الأولمبي بروما خوسيه رودريجيز رئيس الوزراء الإسباني المعروف بتشجيعه لبرشلونة، الذي أشاد بأداء اللاعبين: "لقد فعل الفريق ما ظل يفعله طوال الموسم. كانت مباراة جميلة وهادئة، وأصبح من الواضح الآن أن برشلونة هو أفضل فريق في العالم. سيكون من الصعب أن يتكرر مثل هذا النجاح من جديد؛ فتحقيق إنجاز ثلاثي كهذا لا يحدث كل يوم". وأبدى خورخيه ميسي والد ليونيل ميسي سعادته بفوز برشلونة وبأداء ابنه، خاصة الهدف الذي سجله والذي حسم المباراة لمصلحة برشلونة بنتيجة 2 / 0، وقال خورخيه: "ليس من المألوف أن يسجل ليو هدفا برأسه، ولكنه كان هدفا جميلا. يا له من أمر رائع". وكان للنجم المسلم يايا توريه تصريح غاية في الجمال أمس عندما أهدى هذا اللقب لكافة المسلمين بشكل عام، والجاليات الإسلامية في إسبانيا بشكل خاص، وجاء ذلك من خلال موقع (جول) الشهير على شبكة الإنترنت الذي نقل عن توريه قوله: "فعلنا ما يجب علينا فعله، الهدف المبكر كان مهما جدا بالنسبة إلينا، وكان نقطة تحول في صالحنا. أنا فخور بهذا الإنجاز، وأحب أن أهديه لجميع المسلمين الذين تمنوا التوفيق لي في هذا اللقاء، وجميع الجاليات المسلمة في إسبانيا". ومن جهة الفريق الخاسر، صب كريستيانو رونالدو جام غضبه على اليكس فيرجسون مدرب الفريق وحمّله الشق الأكبر من الخسارة بسبب التشكيلة والمنهجية والتحضير الخاطئ الذي أثر سلبيا على أدائه مع بقية أفراد اليونايتد. وأضاف رونالدو لشبكة سكاي الإخبارية "لم أعتد على اللعب كمهاجم صريح، لعبت مرة أو مرتين ولم أقدم المستوى المرجو، كان على فيرجسون أن يعيدني كلاعب على الأطراف كما هو معتاد مني، ولكنه غامر بشكل سلبي. لا أريد أن أحمّله المسؤولية وحده، نحن كلاعبين لم نقدم أي شيء يذكر، ولكن في النهاية نحن نتحمل جزءا صغيرا من المسؤولية، وفيرجسون يتحمل الباقي". ولم يكن واين روني غاضبا بعد الخسارة، ولم يحمّل شخصا محددا مسؤولية الخسارة، على عكس كريستيانو رونالدو، بإيضاحه لصحيفة ديلي ميل أمس "لم نكن في يومنا، وكرة القدم تلعب على جزئيات صغيرة. نحن استحققنا الخسارة، ولكن أريد أن أشيد باندرييس آنيستا لأنه بالفعل أفضل لاعب في العالم حاليا".