للوهلة الأولى بدا لمثقفات مكة أنهن أمام لحظة تاريخية تمنحهن حق الترشح لعضوية مجلس إدارة النادي الأدبي أو رئاسته، وذلك عندما قرأن خطاب وزارة الثقافة والإعلام الموجه إلى إدارة النادي الذي كان بصياغة تظهر خلاف ما تبطن. كان الأمل في الخطاب أن يحمل الصيغة التي تلزم بالترشح لمجلس الإدارة، ولكن ذلك كان أشبه بالسراب عندما استبانت «شمس» الحقيقة في تناولها للقضية، الأربعاء الماضي، وكشفت أن الخطاب ينطوي على اقتراحات جعلت الباب مواربا لهؤلاء لترشحهن وليس قرارات ملزمة، وهنا ثارت حفيظة المثقفات وبادرن إلى رفع خطابات للوزارة لتوضيح الأمر والضغط على الوزارة لنيل حقوقهن الانتخابية كاملة كونهن مرشحات ومنتخبات. وفي استجابة لضغوط المثقفات وتفاعلا مع ما طرحته «شمس» نشر وزير الثقافة والإعلام على صفحته في موقع «فيس بوك» «بالنسبة إلى انتخابات المرأة في الأندية الأدبية: المرأة لها الحق في عضوية الجمعية العمومية، وأن تشارك في انتخابات مجلس الإدارة ناخبة ومرشحة، بل أن تصل إلى رئاسة مجلس الإدارة عبر الانتخاب، وأي حديث عكس ذلك غير صحيح. وزارة الثقافة والإعلام لن تفرض أحدا ولن تتدخل» وكان ذلك كفيلا بإثارة عاصفة من التعليقات حول التناقض بين التعميم السابق وتصريح الوزير، فيما اتجهت بعض المثقفات، من بينهن الدكتورة فاطمة إلياس، إلى المطالبة بأن يتحول هذا التصريح «الفيس بوكي» إلى تعميم رسمي يرسل لكل الأندية. في خضم ذلك، حسم وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان الجدل مصرحا ل«شمس»: «المرأة يحق لها دخول مجلس الإدارة ورئاسته في حال حصلت على الأصوات التي تُخوّلها للفوز بذلك» مضيفا أن آلية الانتخابات تقتضي أن يقيد المنتمون للثقافة والأدب من الرجال والنساء أسماءهم في الجمعية العمومية للنادي في المنطقة التي يعيشون فيها، ويحصل بذلك الشخص على عضوية الجمعية العمومية، وهذه العضوية تُخوله وتُخولها للترشّح إلى عضوية مجلس الإدارة.