بات الوضع الفني حاليا يعتمد بشكل كبير على التجارة بشرط أن تكون وسيما وصوتك مقبولا.. هذا بالنسبة للفنان، أما الفنانة فيجب أن تكون على قدر من الجمال وأن يكون صوتها عاديا وتتعدى الخطوط الحمراء لتصبح من المطلوبات والمرشحات باستمرار للحفلات والمهرجانات الغنائية في الوطن العربي «آه يا فن زمان» الآن اختلط الحابل بالنابل وأصبح الفنانون أكثر من الهم على القلب. الفن رسالة سامية بمعانيها الوجدانية لا المالية.. وليس وسيلة للتكسب فقط على حساب ما يقدم من فن راق يتذوقه كثير من المستمعين، هناك من يدفع من أجل أن تغني له قصيدة، أقل ما يقال عنها متواضعة. المهم أن يظهر اسمه كشاعر.. وهناك من لا علاقة له بالأغنية ولكن لانتشارها وشعبيتها صار من كتابها وأصبح مطلب كل فنان وملحن. والمصيبة أن بعض الشعراء يظهر ويقول أنا أبيع القصائد الغنائية ليس للاعتراف، ولكن لحاجة في نفسه وهي الإعلان غير مدفوع الثمن لنتاجه وتسويق قصائده بشكل أو بآخر ويروج لنتاجه الشعري وفي المقابل يجد ما كان يطمح إليه بصورة سهلة للهف المستشعرين وعشاق الفلاشات، فتح العلاقات مع الفنانين والفنانات من خلال نص ركيك لا يرتقي لمسمى قصيدة، ومن الممكن أن تتداول المسألة، حيث أصبحت شركات استثمارية بحتة يسهم فيها كل من الشاعر والملحن والفنان والضحية هم المستمعون المغلوبون على أمرهم بقصائد خالية من الإحساس الشعري والفني على حد سواء. وهذا لا يمنع من وجود من أعطوا الأغنية بريقا ولمعانا بكلماتهم العذبة التي تغنى بها عمالقة الفن العربي.. وهم كثر، لكن نحتاج إلى من يوقف أولئك التجار والسماسرة في سوق الغنائية عند حدهم.