تجددت الاشتباكات، أمس، بين قوات الأمن اليمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وبين أتباع الزعيم القبلي صاحب النفوذ الواسع صادق الأحمر. وتبادل الجانبان إطلاق النار مستخدمين البنادق الآلية والمدفعية الثقيلة. وأوضح الشهود أن هجوما تركز في محيط منزل الأحمر زعيم قبائل حاشد التي ينتمي إليها الرئيس صالح نفسه. وكان الأحمر أعلن دعمه للمحتجين المعارضين للحكومة داعيا صالح إلى التنحي. وأسفرت الاشتباكات عن خمسة قتلى على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم صحفيان، حيث إن منزل الأحمر يقع بالقرب من المبنى الذي تتواجد فيه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. أعلنت مصادر من الشيوخ القبليين المحاصرين داخل منزل الأحمر أن الهجوم جرى بالمدفعية الثقيلة وأن القصف جاء من اتجاه وزارة الداخلية التي تبعد مسافة 300 متر من منزل الأحمر. كما أكد شهود عيان أنهم شاهدوا مسلحين يرتدون ثيابا مدنية يتبعون عددا من شيوخ قبليين موالين للنظام وهم يعتلون أسطح مبان مجاورة لمنزل الأحمر ويهاجمونه بقذائف ال«آر بي جي». وأطلق سكان المنازل المجاورة لمنطقة الاشتباكات نداء استغاثة، بالتزامن مع نزوح جماعي لعائلات يقدر عددهم بالآلاف. وعمت حالة من الفزع أهالي الأحياء المجاورة. وأدانت المعارضة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات اجتماعية مهاجمة منزل الأحمر لليوم الثاني على التوالي، وحملت النظام المسؤولية المباشرة عما يحدث. واعتبرت الهجوم «خطة منظمة لجر البلاد إلى حرب أهلية، وتشويه سلمية ثورة التغيير». وكانت وساطة ضمت رئيس جهاز الأمن السياسي غالب القمش نجحت في إيقاف الاشتباكات، أمس الأول، لساعات حتى تجددت، صباح أمس. وتتهم السلطات أنصار الشيخ الأحمر بارتكاب أعمال استفزازية للقوات الحكومية المتواجدة في محيط المنزل واقتحام عدد من المؤسسات الرسمية المتواجدة في المكان، ما قلص من فرص التوصل إلى حل سياسي لنقل السلطة في أعقاب الانتفاضة المستمرة منذ أربعة أشهر. وطال قصف القوات الحكومية أيضا منزل الشيخ هزاع الضبعان، وهو جار الأحمر ومن أنصاره. وذكر مصدر قبلي أن عشرات المشايخ من أنصار الأحمر محاصرون داخل منزله، وهم كانوا توافدوا إلى المنزل للتعبير عن تأييدهم له. من جهة أخرى، أفادت وزارة الداخلية في بيانات بثها التليفزيون اليمني أن مناصري الأحمر يهاجمون بعض الوزارات. وحمل مصدر مسؤول صادق الأحمر وإخوانه «مسؤولية النتائج المترتبة على سفك دماء المواطنين الأبرياء وأعمال التدمير والتخريب التي تطال المصالح والمؤسسات الحكومية». واشتدت الاشتباكات بشكل عنيف، قبل ظهر أمس، بين القوات الحكومية الموالية للرئيس وأنصار الأحمر في شمال صنعاء، بعد أن كانت متقطعة في الصباح. وذكرت مصادر قبلية أن المواجهات اشتدت بعد فشل وساطة قبلية للتهدئة على ما يبدو بين الأحمر والرئيس صالح وأن مسلحين قبليين وصلوا إلى صنعاء من محافظة عمران في الشمال لدعم أنصار الأحمر، إلا أن مقربين من الأخير أكدوا أنه يميل إلى التهدئة والحل السلمي. ولا يزال أنصار الأحمر يسيطرون على عدد من المباني الرسمية في العاصمة اليمنية كانوا احتلوها، أمس الأول، بما في ذلك مبنى وزارة الصناعة والتجارة. إلى ذلك، نددت الخارجية اليمنية بالانتقادات التي وجهتها فرنسا إلى الرئيس صالح، وقالت إن اليمن لا يقبل «تلقي الأوامر» ويرفض التدخلات الخارجية، كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية