*مراسل مجلة تايم الأمريكيةبدمشق أصيبت حركة الاحتجاج في سورية بحروق بالغة.. وذلك في الوقت الذي بدأت فيه أيام الربيع الزاهية بالعاصمة دمشق تتحول تدريجيا إلى أجواء حارة ورطبة. وواصل نظام الرئيس بشار الأسد قمع المتظاهرين الذين شجعهم سقوط الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي فطالبوا بسقوطه أيضا. والعقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن أخيرا، جاءت متأخرة وقد لا تفعل شيئا. ووجد المتظاهرون في مصر وتونس شيئا من التعاطف بسبب وحشية قوات الأمن، وأدى ذلك إلى انضمام الآلاف إلى الاحتجاجات. لكن ذلك لم يحدث في سورية، حيث أدى العنف العشوائي الذي استخدمته أجهزة الأمن، إلى ردع العديد من الانضمام إلى الاحتجاجات. والآن أصبح عدد المحتجين أقل مقارنة بالأسابيع الأخيرة. وهناك العديد من الناشطين معتقلون في السجون أو لم يعودوا يستطيعون التجمع. وتحولت الملاعب والمباني الحكومية إلى سجون بعدما اعتقلت قوات الأمن آلاف الناس. وأصبحت الشرطة المنتشرة في كل مكان تتنصت على المكالمات دائما، وتوظف الجيران للتجسس على بعضهم الآخر، وتتابع تفاصيل البريد الإلكتروني للمستخدمين. وتحدثت الصحف عن طالب كوري يدرس اللغة العربية في دمشق كان يجري مكالمة هاتفية طويلة مع والديه، فانقطع الاتصال بصوت أجش لرجل قال له بلباقة: «لا تتحدث بالكورية من فضلك». لقد بدأت الحركة المناهضة للنظام التي أنهكها الآن القمع الوحشي تدرس ما إذا كان من المجدي الاستمرار في الاحتجاج خاصة أن الجيش يستخدم الذخيرة الحية ضد المتظاهرين باستمرار ولا أحد يعلم متى يغادر الرئيس. وكشف سكان من حمص أن قوات الجيش تقصف مناطق من المدينة بالدبابات، وأن الشرطة تقتحم المنازل. ويتردد نفس الكلام في مدن أخرى، لكن منع الحكومة دخول الصحفيين الأجانب يجعل التحقق من هذه التقارير أمرا صعبا، علما أن الجيش يسيطر على كل مدينة في البلاد. وفي دوما بضواحي دمشق كان نحو 100 ألف يتظاهرون قبل أسابيع، لكن لا أحد يتظاهر الآن.