نفذت قوات الأمن السوري أمس حملات مداهمات واعتقالات واسعة في مدن عدة، وأطلقت النار على متظاهرين في حمص البارحة ما أدى إلى سقوط قتيل وجريحين، وجدد ناشطون الدعوة إلى التظاهر اليوم في ما أطلقوا عليه اسم «جمعة بشائر النصر». بينما تصاعدت الضغوط الدولية على دمشق وطالبت الإدارة الأمريكية لأول مرة الرئيس السوري بشار الأسد صراحة بالتنحي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حملات المداهمات والاعتقالات استهدفت نشطاء الصفين الأول والثاني في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، وأسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص. وقال إن عناصر من الأمن شنوا عمليات مداهمات في حي ركن الدين في العاصمة دمشق فجر أمس. وأشار إلى أنه سمعت أصوات إطلاق نار في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية.وقال مسؤولون في مجلس الأمن الدولي أمس إن القوات السورية قتلت 26 شخصا داخل ملعب في مدينة درعا، مشيرين إلى أن ألفي شخص على الأقل قتلوا في سورية منذ بدء حركة الاحتجاج في منتصف مارس «آذار» الماضي. وتأتي هذه التطورات في وقت ذكر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغه في اتصال هاتفي أن العمليات التي تشنها قوات الجيش والأمن السورية قد توقفت. ورأت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في تقرير أن حملة القمع السورية ضد الاحتجاجات قد ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وجاء في التقرير أن اللجنة «وجدت نمطا من انتهاكات حقوق الإنسان يشكل هجوما واسعا وممنهجا ضد السكان المدنيين، الأمر الذي قد يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». ودعت الولاياتالمتحدة للمرة الأولى الرئيس السوري بشار الأسد صراحة إلى التنحي، وفرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أمر تنفيذي عقوبات تشمل تجميد كل أصول الحكومة السورية التي تخضع لاختصاص القضاء الأمريكي ويحظر أي صفقات أمريكية مع حكومة الأسد. وقال أوباما في البيان الخاص بالعقوبات «إن دعوته للحوار والإصلاح لم تلق صدى في حين يسجن (الأسد) شعبه ويعذبه ويذبحه». وأضاف «من أجل الشعب السوري حان الوقت كي يتنحى الرئيس الأسد». كما طالب الاتحاد الأوروبي أمس الرئيس بشار الأسد واعتبره فقد شرعيته في عيون شعبه. ودعا كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركيل أمس الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن منصبه، واعتبروا أنه فقد كل شرعية ولم يعد مؤهلاً لقيادة البلاد. وقالوا في بيان مشترك «إن السلطات السورية تجاهلت النداءات العاجلة في الأيام الأخيرة. واتهم الزعماء الأوروبيون الثلاثة في بيانهم السلطات السورية ب «بمواصلة قمع شعبها بقسوة وعنف ورفض تحقيق طموحاته المشروعة وتضليله وكذلك المجتمع الدولي بوعود فارغة».