بدأت إسرائيل حشد أنصارها في العالم خاصة في الولاياتالمتحدة، لمواجهة الخطوة الفلسطينية باتجاه الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل. وفي هذا الإطار عقدت منظمة "المسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"، وهي منظمة مسيحية يمينية متشددة تنتمي للكنيسة الإيفانجليكية مؤتمرا صاخبا في واشنطن حضره ممثلون عن فروع المنظمة في عدد من الولايات لتأكيد دعمها لإسرائيل ولمواجهة ما وصفوه بحملة التشويه المتعمدة التي تواجهها. وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا في المؤتمرين عبر دائرة تلفزيونية حث فيه الحضور على تكثيف جهودهم لدعم إسرائيل "في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة لنا". وقال نتنياهو "إن أعداءنا يعتقدون أننا أنتم وأنكم نحن. والآن هل تعرفون شيئا؟. إنهم محقون في ذلك". وشارك عدد كبير من قيادات المنظمات المسيحية المتطرفة في المؤتمر بالإضافة إلى سفير إسرائيل في واشنطن وعدد من المعلقين المعروفين بارتباطهم بهذا التيار الديني المتطرف. وتعد المنظمة لحملة إعلامية دفاعا عن إسرائيل قبيل الخطوة التي يعتزم الفلسطينيون القيام بها بالتوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة. من جهة أخرى، أعلن نتنياهو استعداده للبدء "فورا" بمفاوضات سلام مع الفلسطينيين في القدسورام الله بالضفة الغربية، وذلك في مقابلة نشرت مقتطفات منها أمس. وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة العربية "كل شيء مطروح على الطاولة، ولكن يجب الجلوس على الطاولة". وأضاف "أنا مستعد للتفاوض فورا حول السلام بين شعبينا، مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويمكننا القيام بذلك في منزلي في القدس وفي رام الله أو في أي مكان آخر". وحمل نتنياهو القيادة الفلسطينية مسؤولية تعطيل مفاوضات السلام. واعتبر أن هذه القيادة رفضت في الماضي إنهاء المفاوضات بالتوصل إلى تسوية ولا تريد اليوم استئناف الحوار من أجل السلام. وتابع نتنياهو "عندما يؤكد الناس أنه يجب محو دولة إسرائيل من الخارطة كما تقول إيران أو حزب الله أو حماس فهذا لا يترك مجالا كبيرا للمناقشة". ونفى أيضا أن تكون إسرائيل راغبة في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة إلا أنه اعترف بوجود اتصالات سرية في السابق مع دمشق للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال "نحن لن نتدخل فيما يحدث في سورية إلا أننا نأمل في أن تكون هناك علاقات سلمية (...) العديد من الأشخاص من بينهم أنا، أجروا مفاوضات سرية لإقامة سلام رسمي". وأضاف "آمل في أن لا يفكر أحد في سورية أو حزب الله أو إيران في افتعال حوادث عند الحدود مع إسرائيل لصرف الأنظار عما يجري في سورية". ورد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة على تصريحات نتنياهو، وقال: إن إعلان استعداده للقاء عباس "غير كاف". وقال: إن الجانب الفلسطيني مستعد للشروع في محادثات سلام جادة وهادفة مع الحكومة الإسرائيلية للتوصل لاتفاق ثنائي شريطة أن يعلن نتنياهو أولا قبوله بمرجعية عملية السلام وفق حل الدولتين على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ووقف الاستيطان. وأضاف في بيان "المشكلة ليست في مكان عقد المفاوضات، فالمفاوض الفلسطيني جاهز لإجرائها في أي مكان على أن تكون مفاوضات جادة ومتواصلة". وحمل أبوردينة إسرائيل مسؤولية تعثر عملية السلام بسبب رفضها خطاب أوباما وتعطيلها جهود الرباعية الدولية، وقال "الجانب الفلسطيني ملتزم بعملية السلام وخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن حل الدولتين وفق حدود عام 1967". وكان أبوردينة يرد على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لقناة "العربية الفضائية" حيث قال: إنه مستعد للقاء الرئيس محمود عباس في رام الله أو القدس ومن دون شروط مسبقة لمناقشة القضايا كافة.