حملت تباشير صيف هذا العام أخبارا سيئة لسكان الطائف حيث أنبأتهم ببوادر أزمة مياه خانقة آخذة في الظهور تدريجيا، رغم كل محاولات الجهات المختصة للقضاء على هذه المشكلة التي أصبحت كابوسا يؤرق مضجع السكان ويهدد أنشطتهم الاقتصادية التي تعتمد في كثير منها على السياح. وعلى الرغم من نفي «مياه الطائف» وجود أزمة حاليا، إلا أن الأسبوعين الماضيين، لم يتركا سبيلا لتصديق هذا النفي، فحادثة القبض على عصابة «الصهاريج السوداء» في أشياب المواطنين بالحوية و«صحيان الفجر» للاصطفاف في الطوابير الطويلة دفع العديد من السكان للتأكيد ل«شمس» أن ما يحدث مؤشر لحدوث أزمة مياه، ربما تكون الأقوى التي تشهدها الطائف منذ فترة طويلة. وقد شهدت صالة أشياب الحوية والسيل والمثناة الأيام الماضية تدافعا شديدا من قبل المواطنين للظفر بموقع متقدم في الطوابير الطويلة التي وصل الرقم فيها إلى سقف الألف، يحصل أقل من نصفهم على صهاريج مياه، بينما يتم تحويل البقية إلى اليوم التالي وتسجيلهم في القوائم الأولى. وقال كل من عبدالعزيز السويعدي ونواف العصيمي: «ما تواجهه مدينة الورد سنويا من أزمات مياه أصبح أمرا لا مفر منه وتلوح بوادرها مع طلة الصيف «لتحصل على صهريج مياه فلابد من حجز مكان في طوابير الانتظار أمام شبابيك صالات أشياب الحوية قبل صلاة الفجر لتحصل على رقم السراء ثم الصبر إلى أن يحين دورك الذي قد يمتد لساعات طويلة تصل إلى عشر ساعات أحيانا». وأضافا أن بعضهم يواجه صعوبة في الجلوس على كراسي المنتظرين كل تلك الساعات لذلك تجدهم يتمددون عليها لأخذ غفوة ربما تريحهم قليلا. مشيرين إلى أن هذا الأمر يعني اضطرار كثير من الموظفين للتأخر عن أعمالهم وأحيانا الغياب، لكن لحسن الحظ فإن رؤساءهم يدركون الأسباب لأنهم غارقون في الأزمة نفسها. ولفتا إلى أن أسعار صهريج المياه التي وصلت إلى 500 ريال تنبئ بأن الأزمة الحالية ربما تكون الأشد: «نحن ما زلنا في بواكير الصيف فكيف ستكون الحال عندما تغلق المدارس أبوابها وتزدحم المحافظة بالزوار والسياح الذين تجذبهم الأجواء الرائعة والفعاليات والمهرجانات الصيفية؟». من جهة أخرى أشار ناصر العتيبي «من سكان الواسط» إلى أنه اضطر إلى استئجار بعض العمال لحجز موقعه في طابور السراء مقابل مبلغ يراوح ما بين 50 70 ريالا أي على حسب يومية العامل الاعتيادية. «عملية استئجار العمالة للوقوف في الطابور من إفرازات أزمة المياه وأتوقع أن نشاهد ما هو أغرب من ذلك». حول الإعلان العام الماضي بانتهاء أزمة مياه الطائف قال العتيبي إن الأمر لم يكن إلا مجرد مسكنات، فالواقع الآن يقول ذلك «يجب أن تكون هناك محاسبة لعدم تفعيل تلك البشرى والالتفاف عليها بأعذار واهية عن ضيق أنابيب الضخ وما إلى ذلك، معتبرا أن مسألة تغييرها لا تكلف شيئا. أما منير الروقي «مالك شقق مفروشة» فذكر أنه فقد نصف مستأجري وحداته السكنية خلال أسبوع بسبب أزمة المياه وانقطاعها عن المبنى: «إن لم يتم تدارك الأمر مبكرا قبل إجازة الصيف فإن اقتصاد الطائف سيضرب في مقتل خاصة وأن السياحة الداخلية موعودة بازدهار هذا العام نظرا إلى تأثر وجهات السفر التقليدية لبعض الدول العربية بالأحداث والتغييرات السياسية الأخيرة. من جانب آخر نفى مدير فرع المياه في الطائف ناصر السمحان ما تردد عن وجود أزمة مياه في المحافظة، مشيرا ل«شمس» إلى أن كل ما يتردد عن هذا الأمر ليس إلا مجرد تخيلات ولا تمت للواقع بصلة .