أدى تفاقم أزمة المياه في الطائف إلى إجبار السكان والأهالي إلى الزحف فجرا للأشياب من جديد في صورة تتكرر كل عام كاشفة النقاب عن بوادر عطش مدقع يهدد بأزمة اقتصادية لموسم الصيف المقبل. «عكاظ» في جولة ميدانية رصدت تداعيات هذه الأزمة حيث بدأت من جديد طوابير الباحثين عن الماء تمتد طويلا حتى اليوم التالي وبات الحصول على الصهريج في بالغ الصعوبة. محمد القثامي كشف أنه وصل إلى أشياب السيل الصغير عند الساعة الثالثة فجرا وصلى مع المصطفين من قبله، موضحا أن المسؤولين من العمالة الأجنبية توافدوا مع الساعة السادسة صباحا «حصلت بصعوبة بعد زحف على الرقم 147، وكنت مع أول طلائع الباحثين عن الماء»، مشيرا إلى أنه وحتى الساعة الحادية عشرة لم يتحصل على الصهريج، موضحا أنه قد يضطر إلى العودة في اليوم التالي. وطالب القثامي من المسؤولين في الشركة الوطنية التي استلمت دفة المياه في الطائف مؤخرا أن تثبت رهانها للقضاء على الأزمة. المنتظر محمد المطيري أشار إلى أنه حصل على رقم 72 وبسبب أنه غادر الموقع لإعادة أبنائه المختبرين إلى المنزل تفاجأ بمنعه من الحصول على الصهريج، موضحا أنه حاول إفهام العمالة الأجنبية من خلف الشبابيك ولكن لا فائدة. بينما أضاف ضيف الله الشلاحي الحاصل على الرقم 156 أنه، ولليوم السادس على التوالي، يحضر من الساعة الرابعة فجرا حتى السادسة بعد العصر. مشيرا إلى أنه حضر قبل يومين بعد الموعد وتفاجأ كغيره بانتهاء الطاقة الاستيعابية للشيب. في ذات السياق، كشف عددا من ملاك الشقق المفروشة أن طلائع من زوار مدينة الورد والسياح وصلوا من دول الخليج ودول عربيه وقد تضرروا من أزمة المياه. محمد العتيبي صاحب شقق مفروشة أرجع مغادرة زوار وسياح من موقعه إلى شقق سكنية أخرى بسبب أن ساعات الانتظار للحصول على صهريج المياه كانت طويلة وليس لديهم الاستطاعة للانتظار. آخر رفض الإفصاح عن اسمه كشف أن أزمة الصيف تدخلهم كل عام في خسائر باهظة، مشيرا إلى أنه مستأجر الوحدات السكنية ب700 ألف سنويا ومع هذا الوضع يضطر أنه يدفع من جيبه لإكمال مبلغ الإيجار بسبب نفور الزوار والسياح. «عكاظ» تواصلت مع المهندس محمد خوجة مدير شركة المياه بالطائف، إلا أنه أشار إلى أنه ممنوع من التصريح لوسائل الإعلام، مطالبا الصحيفة الاتصال على المتحدث الرسمي للشركة الوطنية للمياه ولم تصل إليها إجابة حتى إعداد هذا التقرير، رغم إرسال الاستفسارات على الإيميل مبكرا.