يولد الطفل من بطن أمه لا يعرف عن هذه الدنيا شيئا، ثم يسأل أمه: أخبريني يا أمي عن هذه الحياة ما نظامها وكيف وضعها؟ تجيبه الأم: يا بني أولا وقبل كل شيء، إذا سمعت صوتا ينادي يا «تركي»، يجب أن ترد: «يالبيه» لأن «تركي» هذا هو اسمك. فيتساءل الطفل: «تركي»؟ أنا اسمي تركي، من قال؟ ما بعد اخترت اسمي. تجيب الأم: تركي هذا هو اسمك، ولا يكثر، ما عندنا مبزرة يختارون أسامي. يجيب الطفل: اسم جميل، ويبدو أن ذوقكم حلو، بس شكلكم عصبيين. تقول الأم: الشيء الثاني، يجب أن تعرف أن في هذا المكان الذي ولدت فيه يوجد شيء مطلوب أن تحترمه ويسمى «خصوصية»، فيتساءل الطفل: وما الخصوصية؟ الأم: يا بني إنها مجموعة التقاليد والعادات والقيم الموروثة التي تكرست بسبب أجدادك عليهم رحمة الله وتعاهدها الناس، الطفل: وما علاقتي أنا؟ لماذا يجب أن أحترمها؟ كيف يعني الشغلة بالغصب؟ الأم: تقدر تقول بالغصب، أشياء تحولت إلى قوانين، وأنت لست فوق القانون. الطفل: طيب أمرنا لله، وايه كمان؟ تجيب الأم: يجب أن تعرف يا بني أن اللغة الرسمية المتداولة في هذا المكان هي اللغة العربية، حذار من التفكير بالرطانة بأي لغة أخرى. الطفل: لا، لا عاد إلا هذي، ألا يوجد خيارات أخرى إسبانية أو إيطالية؟ لماذا تفرضون علي لغة التخاطب؟ يفترض أنها مسألة ذوقية، تجيب الأم: إنها اللغة المعتمدة في هذا المكان، وهي جزء أصيل من موال الخصوصية تبعنا، المهم، أمر آخر : اعرف من الآن أنك مسلم، احذر أن تمسك معك غلط وتقول «شيئ آخر»! الأم: واعرف أيضا أن ملابسك شماغ وعقال وثوب أبيض ولك مطلق «حرية الاختيار» كبك أو دون كبك، الطفل: حرية اختيار؟ أنتو خليتوا فيها حرية اختيار؟