قبل أيام اختتم المعرض الدولي للمجوهرات أعماله في جدة بتتويج أول فتاة سعودية إلى منصة العالمية في مجال تصميم المجوهرات والأحجار الكريمة والمعادن النفيسة بعد مسابقة دولية لتصميم المجوهرات، الفتاة التي كانت بين 15 من زميلاتها المتنافسات على الجائزة هي لينا محمد عبدالله الخريجي. «شمس» التقت لينا وتحدثت معها عن مشوارها وطموحاتها في مجال المعادن النفيسة معبرة عن سعادتها البالغة بوصولها إلى المركز الأول في المسابقة العالمية للمجوهرات، وقالت: «أن تحقق الفتاة السعودية هذا الإنجاز في واحد من أهم الفنون في العالم وهو تصميم المجوهرات الثمينة يعد إنجازا فريدا خاصة أن التصميم بات واحدا من أهم التخصصات الأساسية في الجامعات والكليات العالمية». وأشارت الخريجي إلى أنها تلقت عروضا من شركات ومؤسسات كبرى داخلية أو خارجية للإسهام في عملية ابتكار تصاميم لمجوهرات، مؤكدة أنها تسعى الآن إلى ترتيب أوراقها للبدء في تقديم تصاميم جديدة ستتشارك بها باسم المملكة في معارض عالمية في عواصم العالم المهتمة بالثقافة والفنون والإبداعات الجميلة. وتحدثت لينا عن بداية مشوارها وقالت: «تخرجت في كلية دار الحكمة بجدة وكانت دراستي «إدارة نظم معلومات» ثم عملت في مجال الخدمات البنكية الخاصة في جنيف ثم رجعت إلى السعودية وحصلت على وظيفة في نفس المجال، ولم أكن راضية ولا أريد أن أكمل في هذا المجال.. أنا أحب الفن فبحثت عن الطرق التي توصلني إلى هذا العالم، وكان الوالدان خير داعمين لي في هذا المشوار، وبفضل الله ثم بفضلهما استطعت أن أتم دراسة تصميم المجوهرات في بريطانيا، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق لي في هذا المجال، حيث درست في معهد GIA بلندن ثم حصلت على دورات أخرى في تصميم المجوهرات بالكمبيوتر ودراسة الأحجار الكريمة». وعن دوافع اشتراكها في المسابقة قالت: «كانت هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه المسابقة فكانت بالنسبة لي بمثابة تحد، فأنا ولله الحمد أمتلك خبرة في مجال التصميم من خلال الدراسة، وآن الأوان أن أترجم خبرتي إلى عمل فني يطلع عليه الجميع وأن أصل بها إلى العالمية من خلال مشاركتي في هذه المسابقة والتي تم الإعلان عنها سابقا، وكانت فاتحة خير في عملي في هذا العالم والمجال تصميم المجوهرات، وتقدمت للمسابقة من ضمن 300 مشاركة وتمت تصفيتنا في الدور قبل النهائي إلى 15 مشاركة من أجل المنافسة في المرحلة الأخيرة. وعن فكرة التصميم الذي شاركت فيه لينا قالت: «اللجنة القائمة على المسابقة هي لجنة تحكيم دولية وتضم خبراء ومتخصصين في مجال تصميم المجوهرات من سبع دول من ضمنها «سويسرا وبريطانيا والسعودية» وقررت في نفسي أن يكون التصميم إسلاميا ومن تراثنا العريق، وصممت «سوارين» من اللؤلؤ والزمرد وهما عبارة عن النجمة الثمانية والتي غالبا ما نجدها في العمارة والزخارف الإسلامية في الجوامع»، موضحة أن فكرتها نبعت من إيمانها برسالة الإسلام التي تدعو إلى المحبة والسلام واستخدمت اللونين الأبيض والخضر ليمثلا راية التوحيد فى السعودية. وعن رؤيتها لمدى حيادية لجنة التحكيم الدولية قالت إنها كانت محايدة بكل المقاييس وضمت أربعة خبراء في مجال المجوهرات والمكونة من خبير تصميم المجوهرات السويسري روبير بوجاسيون والخبير البريطاني فرانكلين أدلر والخبير السعودي المتخصص في الثروات المعدنية النفيسة والمهندس الجيولوجي السابق مصباح خالد الأرناؤط وخبيرة التصاميم المهندسة آلاء الزبير، فيما شاركت في الجولة قبل الأخيرة 15 فتاة سعودية جميعهن يمتلكن عناصر الإبداع الجميل في واحد من أهم الإبداعات الفنية وهو تصميم المجوهرات وعقود اللؤلؤ والألماس والأحجار الكريمة والنفيسة. وعن أبرز المتسابقات اللاتى لفتن نظرها قالت: «كان هناك عدد من المتسابقات أبرزهن ومشاعل بو بشيت وأشواق الشبيلي ودنا بنجر، على أن الفائزات الثلاث الأولى سوف يحظين بعرض تصاميمهن في المعارض المحلية والدولية لمدة عامين من دون مقابل، إلى جانب نيل جوائز وشهادات تقديرية وتصنيع أحد مصانع المجوهرات القطع الفائزة لطرحها في الأسواق: «وحصلت على مبلغ عشرة آلاف دولار، ولله الحمد أعلنت اللجنة فوزي بالمركز الأول في المسابقة وتصنيفي ضمن المصممين العالميين في مجال تصميم المجوهرات». وعن تقييمها لتصميمات زميلاتها في المسابقة أكدت لينا أنهن قدمن تصميمات رائعة مستوحاة من روح التراث الإسلامي، مشيرة إلى أن الوصول إلى العالمية يبدأ من المحلية ومن تراثنا العربي والإسلامي بكل ما فيه من جمال. وذكرت لينا أن من أهم ما حققته في الجائزة أن أحد أعضاء لجنة التحكيم تكفل بتصنيع العقد الذي صممته: «وهذا أهم دعم مادي لي، أما الجائزة الكبرى بالنسبة لي فكانت الدعم، وهذا زاد من رغبتي ودفعني لأن أكمل مشواري في هذا المجال». وعبرت لينا عن أمنياتها وقالت: «أتمنى أن أتميز في هذا المجال وأقدم الفتاة السعودية للعالم الخارجي والداخل بشكل أفضل كمنتجة وشريكة فى التنمية»، وعمن دعمها وأعانها على التفوق والنجاح الذي حققته قالت لينا: لن أكون هنا اليوم بلا دعم والدي، أطال الله في عمرهما، وإخوتي وأهلي جميعا الذين كان لهم أكبر الفضل فيما وصلت له فكانوا خير داعمين لي في حياتي وتوفير الأجواء المناسبة لي لكي أبدع وأدرس وأصمم وأشارك في مثل هذه المسابقات. وفي ختام حوارها قالت: «أحب أن أخص بالشكر السيدة هيا السنيدي لتنظيمها لمثل هذا المعرض الذي نال تنظيمه إعجاب الجميع، ودعمها للفتاة السعودية التي أثبتت جدارتها في مختلف المجالات