ما الذي يعنيه أن تقرأ في جريدة واحدة فقط أربعة أخبار عن مبادرة أو فعالية أو تجمع أو ملتقى ثقافي أو اجتماعي يقف خلفه الشباب ويوجه أهدافه للمجتمع؟ في رأيي أن ذلك لا يعني سوى أن الشباب وصلوا لمرحلة متقدمة من الوعي كسبوا من خلالها احترام المجتمع وفازوا بثقة الجهات المسؤولة، فكان حريا بهم أن يُمنحوا مساحات كبيرة ليطرحوا من خلالها مبادراتهم وليطلقوا فيها مشاريعهم وينظموا لأجلها ملتقياتهم. من جدة ينقل لنا العزيز علي بن حاجب كيف استفاد 200 شاب يمثلون 22 فرقة تطوعية من أحد الملتقيات التي نظمت هناك على يد مجموعة شابة بالطبع, كانت تهدف إلى رفع مستوى الوعي التطوعي ونشر تلك الثقافة واكتساب الكثير من الخبرات من خلال الدورات التثقيفية وورش العمل المتنوعة والأنشطة الاجتماعية المختلفة التي أقيمت هناك. وفي التوقيت ذاته، وفي جدة أيضا كانت مجموعة شبابية أخرى حملت على عاتقها إحياء سنن الرسول الحبيب محمد «صلى الله عليه وسلم» من خلال مشروع يتضمن طرقا عصرية جديدة لعرض تلك السنن عن طريق العرض التليفزيوني والوسائل الدعائية والجرافيك واستخدام الشبكات الاجتماعية المختلفة لضمان الوصول الأسهل، كما يقول القائمون على المشروع، للشرائح المستهدفة. ولم تكن الرياض استثناء، ففي الدورة الثانية لمنتدى الغد الشبابي وتحت شعار «نحن والشباب شراكة» أعلن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ممثلا في اللجنة الشبابية عزمه إطلاق ثلاث ورش عمل في مجال الحوار الإلكتروني في ثلاث مدن رئيسية تحت عنوان «المفاهيم وقيم الحوار الإيجابي» التي يهدف من خلالها المركز إلى تعريف الشرائح المستهدفة بمصطلح الحوار الإيجابي والوصول لرؤية الشباب نحو نشر مفاهيمه والتعريف بآلياته. كل ما سبق وأكثر من الفعاليات أيها السادة كانت في غضون ثلاثة أيام فقط, ما يجعل التفاؤل بجيل واع حال استمرار تلك الجهود، أمرا متاحا وبنسب عالية, ويطرح سؤالا بريئا جدا حول إن كانت الفعاليات السابقة أولى بالدعم من تلك الأندية التي لا يوجد لها أي نشاط اجتماعي أو ثقافي إلا في لوحته الخارجية أم لا؟