أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر 28 عاما، أعاني اضطراب الشخصية «السلبية - العدوانية» منذ نعومة أظافري مع اكتئاب، وهذا تشخيصي أنا، لأني أقرأ كثيرا في علم النفس حتى وصلت إلى هذا التشخيص، وأنا جامعية عاطلة عن العمل، وأجد صعوبة في إيجاد فرصة عمل، كما أنني غير مهتمة بنفسي وزوجي وأولادي، وحتى علاقاتي الاجتماعية لا أعرف من أنا ولا أعرف اهتماماتي ومواهبي.. ضائعة تائهة حقودة وحسودة، وكذلك باردة جنسيا ومشتتة الأفكار، ولا أستطيع تحقيق أهدافي حتى لو كانت قليلة، أتهرب من المناسبات الاجتماعية لضعف شخصيتي، ولأني لا أملك المهارات الاجتماعية. أحييكِ على شجاعتك في مواجهة أخطاء نفسك، فأول خطوات الشفاء مواجهة النفس بأخطائها، ولكني ألوم عليك قسوتك على نفسك في كمّ الاتهامات، فلماذا كل هذا اليأس؟! ولماذا عدم الثقة بالنفس؟ فليس بهذا الشكل تعالج الأمور! صديقتي العزيزة: كل واحد منا له أخطاؤه وله مميزاته، فليس هناك من إنسان كله شر ولا كله خير، وخير الخطاءين التوابون كما تعلمين. وحتى نضع أيدينا على الخطوط العريضة لحل مشكلتك فإني أنصحك بالآتي: 1. اجلسي مع نفسك واسأليها عما تريد وما هو هدفك في الحياة؟ هل هو دينك؟ هل هو زوجك وأولادك؟ فكل منها نعم من الله، فحاولي أن تغتنميها، فالمولى تبارك وتعالى لم يخلقنا سدى، ولم يأت بنا للحياة هباء، وإنما جاء بنا للهمة الغالية وهي عبادة الله وتعمير أرضه، فقال عز وجل: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون». فأين أنت من هذه الطاعة وتلك العبادة؟ 2. حاولي التقرب إلى الله بكل ما تملكين، أدّي فرائضه، حتى تدب الثقة في نفسك وتعم الطمأنينة في فؤادك. 3. زوجك نعمة أخرى أهملتها، اشكري ربك عليها، وحاولي أن تهتمي به وبشؤونه فهو جنتك ونارك، فاختاري، وما أراك إلا حاذقة ناصحة تبغين حياة كريمة يرضى عنها الله، تقربي من زوجك؛ ففي ذلك طاعة ربك وصلاح لنفسك وإحساس بالذات، فعندما تشعرين زوجك باهتمام به سيكون جزاء الإحسان الإحسان، وبالطبع سيغدق عليك من حبه وعطفه واهتمامه ما يثبت في الثقة والأمان. 4. أولادك نعمة من الله، فكيف لك أولاد وتطلقين على نفسك «عاطلة» يا أختي الكريمة؟ فإن كنت عاطلة في الوظائف الحكومية فأنت مثمرة في بيتك فأنت تربين النشء وتقدمين للمجتمع نتاج تربيتك الصالحة؛ وأنت القدوة وصاحبة الرسالة وصمام الأمن والأمان في المجتمع، إن قدمت ما عليك وراعيت مسؤوليتك في بيتك كما يقول رسول الله «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».. وستعرفين وقتها من أنت، وستعرفين اهتماماتك، وتعرفين أنك الإنسانة المسلمة المطيعة لربها، وستعرفين أنك الأم الجميلة الحريصة على مسؤوليتها، وتعد أبناءها كنواة صالحة للمجتمع الذي تعيش فيه. 5. اتخذي صويحبات صالحات، تجديهن في الشدة والرخاء؛ فالمرء لا يعيش بمفرده إنما المرء بإخوانه. المجيبة: سهير الجبرتي مستشارة نفسية