أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، أعاني من اضطراب الشخصية (السلبية- العدوانية) منذ نعومة أظافري مع اكتئاب، وهذا تشخيصي أنا، فأنا اقرأ كثيرًا في علم النفس حتى وصلت إلى هذا التشخيص، فأنا جامعية عاطلة عن العمل، وأجد صعوبة في إيجاد فرصة عمل، كما أنني غير مهتمة بنفسي وزوجي وأولادي، وحتى علاقاتي الاجتماعية لا أعرف من أنا ولا أعرف اهتماماتي ومواهبي.. ضائعة تائهة حقودة وحسودة، وكذلك باردة جنسيا ومشتتة الأفكار، ولا أستطيع تحقيق أهدافي حتى لو كانت قليلة، أتهرب من المناسبات الاجتماعية لضعف شخصيتي؛ ولأني لا أملك المهارات الاجتماعية.. أرشدوني ماذا أفعل؟ س.ت - الطائف تجيب على السؤال الاخصائية النفسية سهير جبرتي فتقول: اشكرك على شجاعتك في مواجهة أخطاء نفسك، فأول خطوات الشفاء مواجهة النفس بأخطائها، ولكني ألوم عليك قسوتك على نفسك في كمّ الاتهامات، فلماذا اليأس وعدم الثقة بالنفس؟ فليس بهذا الشكل تعالج الأمور. صديقتي العزيزة: كل واحد منا له أخطاؤه وله مميزاته وعيوبه، فليس هناك من إنسان كله شر ولا كله خير، وخير الخطائين التوابون، وحتى نضع أيدينا على الخطوط العريضة لحل مشكلتك فإني أنصحك بالآتي: اجلسي مع نفسك واسأليها عما تريد وما هو هدفك في الحياة؟ هل هو دينك؟ هل هو زوجك وأولادك؟ فكل منها نعم من الله، فحاولي أن تغتنميها، فالمولى تبارك وتعالى لم يخلقنا سدى، ولم يأت بنا للحياة هباء، وإنما جاء بنا للهمة الغالية وهي عبادة الله وتعمير أرضه.. وحاولي التقرب إلى الله بكل ما تملكين، وأدّ فرائضه، حتى تدب الثقة في نفسك وتعم الطمأنينة في فؤادك.. واهتمي بزوجك وشؤونه فهو جنتك ونارك فاختاري، وما أراك إلا حاذقة ناصحة تبغين حياة كريمة يرضى عنها الله.. كذلك عليك برعاية أولادك، فكيف لك أولاد وتطلقين على نفسك «عاطلة».. واتخذي صويحبات صالحات، تجدينهن في الشدة والرخاء؛ فالمرء لا يعيش بمفرده إنما المرء بإخوانه.